اسم الکتاب : كشف الخفاء - ت هنداوي المؤلف : العجلوني الجزء : 1 صفحة : 368
مع ما وقفت عليه من معناه في تكملة شرح الترمذي، قال الحاكم: "تحابوا" إن كان بالتشديد فمن المحبة, وإن كان بالتخفيف فمن المحاباة، لكن يشهد للأول رواية: "تزيد بالقلب حبًّا" وقال ابن الغرس: وينبغي للمهدي أن يقصد بها امتثال أمر الشارع وما ندب لأجله ولا يقصد بذلك الدنيا، قال حسان:
إن الهدايا تجارات اللئام وما ... يبغي الكرام لما يهدون من ثمن
1024- التهنئة بالشهور والأعياد مما اعتاده الناس[1].
قال في المقاصد: مروي في العيد أن خالد بن معدان لقي واثلة بن الأسقع في يوم عيد فقال له: "تقبل الله منا ومنك" فقال له مثل ذلك، وأسنده إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكن الأشبه فيه الوقف.
وله شواهد عن كثير من الصحابة، بينها الحافظ ابن حجر في بعض الأجوبة، بل عند الديلمي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- رفعه: "من لقي أخاه عند الانصراف من الجمعة فليقل: تقبل الله منا ومنك".
وروي في المرفوع: من جملة حقوق الجار إن أصابه خير هنأه، أو مصيبة عزاه، أو مرض عاده، إلى غيره مما في معناه. بل أقوى منه ما في الصحيحين في قيام طلحة لكعب -رضي الله عنهما- وتهنئته بتوبة الله عليه.
وفي تاريخ قزوين للرافعي: أول من أحدث تهنئة العيدين بقزوين أبو قاسم سعيد بن محمد القزويني، وثبت أن آدم -عليه الصلاة والسلام- لما حج البيت الحرام قالت له الملائكة: بر حجك, قد حججنا قبلك.
قال النجم: وألف السيوطي [في] [2] ذلك رسالة سماها "وصول الأماني في حصول التهاني" أجاد فيها, وذكر في آخرها الحديث المرفوع عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ: "أتدرون ما حق الجار؟ إن استعان بك أعنته، وإن استقرضك أقرضته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته". وذكر الحديث في الجامع الكبير بأبسط من هذا. [1] قال في التمييز "464": "لم يرد فيه شيء". [2] ما بين [] سقط من النسخ المطبوعة.
اسم الکتاب : كشف الخفاء - ت هنداوي المؤلف : العجلوني الجزء : 1 صفحة : 368