اسم الکتاب : تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 400
36- ذكر[1] ابن إسحاق في السيرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما رجع من بدر العظمى, ومعه الأسارى فيهم: النضر بن الحارث بن كلدة، وعقبة بن أبي معيط[2], وغيرهما من شياطين العرب,
ومر بالصفراء[3]، أمر علي بن أبي طالب، فضرب عنق النضر بن الحارث صبرا[4] بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم[5].
قال ابن هشام: فقالت قتيلة بنت الحارث أخت النضر ارتجالا:
يا راكبا إن الأثيل مظنة ... من صبح خامسة وأنت موفق6
أبلغ بها ميتا بأن تحية ... ما إن تزال بها النجائب تخفق7
مني إليك وعبرة مسفوحة ... جادت بواكفها[8] وأخرى تخنق
هل تسمعن[9] النضر إن ناديته ... أم كيف يسمع ميت لا ينطق؟ [1] في ف: "ذكره". [2] هو: عقبة بن أبي معيط القرشي, أحد صناديد قريش وشياطينهم الذين جندوا أنفسهم لخدمة الشيطان, وإيذاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصد عن دعوته. وهو الظالم الذي نزل فيه قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ... } [الفرقان: 27-29] وهي فيه وفي غيره من الأشقياء فإنها عامة في كل ظالم. كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره "3/ 217": فكل ظالم سوف يندم يوم القيامة غاية الندم, ويعضّ على يديه قائلا مقالته: ولات ساعة مندم.
وانظر سيرة ابن إسحاق 175-184, وسيرة ابن هشام 1/ 262-265. [3] الصفراء: هو وادٍ من ناحية المدينة, كثير النخل والزرع, بينه وبين بدر مرحلة.
انظر معجم البلدان 3/ 412. [4] صبرا -بفتح الصاد وسكون الباء- أي: حُبس ومُسك، فضرب عنقه.
انظر مادة "صبر" في النهاية 3/ 8, والقاموس المحيط 2/ 68. [5] انظر سيرة ابن هشام 2/ 208, وانظر الاستيعاب 4/ 1905.
6 الأثيل: موضع قرب المدينة بين بدر ووادي الصفراء, وهو الموضع الذي قتل فيه النضر بن الحارث.
ومظنة: موضع إيقاع الظن.
7 النجائب: الإبل الكرام. وتخفق أي: تسرع. [8] بواكفها, الواكف: السائل. [9] وقع في سيرة ابن هشام: "يسمعنّي" وفي الحماسة "فليسمعنّ".
اسم الکتاب : تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 400