responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المقاصد الحسنة المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 699
أحد من السلطان قربا إلا ازداد من اللَّه بعدا، وهو في: من بدا جفا، وقول الثوري: إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مرائي، وإياك أن تخدع ويقال لك ترد مظلمة وتدفع عن مظلوم، فإن هذه خدعة إبليس اتخذها القراء سلما، وقوله أيضا: إني لألقى الرجل أبغضه فيقول لي: كيف أصبحت فيلين له قلبي، فكيف بمن أكل ثريدهم، ووطئ بساطهم، ومن ثم ورد: اللَّهم لا تجعل للفاجر عندي نعمة يرعاه بها قلبي، وقال أبو إسحاق السبيعي: من أغناه اللَّه عن أبواب الأمراء وأبواب الأطباء فهو سعيد، وعنده أيضا في السابع عشر عن بشر بن الحارث قال: ما أقبح أن يطلب العالم فيقال: هو بباب الأمير، وعن الفضيل بن عياض قال: آفة القراء العجب، واحذروا أبواب الملوك، فإنها تزيل النعم، فقيل له: يا أبا علي كيف تزول النعم؟ قال: الرجل يكون عليه من اللَّه نعمة ليست له إلى خلق حاجة، فإذا دخل إلى هؤلاء الملوك فرأى ما بسط لهم في الدور والخدم استصغر ما هو فيه، فمن ثم تزول النعم، ولقي ابن عمر ناسا خرجوا من عند مروان فقال: من أين جئتم قالوا: من عند الأمير، قال: فهل كل حق رأيتموه تكلمتم به وأعنتم عليه؟ وكل منكر رأيتموه أنكرتموه ورددتموه عليه؟ قالوا: لا واللَّه بل يقول ما ينكر فنقول قد أصبت أصلحك اللَّه، ثم إذا خرجنا من عنده نقول قاتله اللَّه ما أظلمه وأفجره، فقال: كنا نعد هذا نفاقا لمن كان هكذا على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، أخرجه أحمد وغيره. واللَّه المستعان.

اسم الکتاب : المقاصد الحسنة المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 699
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست