responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح المؤلف : القاري، الملا على    الجزء : 1  صفحة : 386
356 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( «لَا يَخْرُجِ الرَّجُلَانِ يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ كَاشِفَيْنِ عَنْ عَوْرَتِهِمَا يَتَحَدَّثَانِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ» ) رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
356 - (وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَخْرُجِ الرَّجُلَانِ) أَكْثَرُ الشُّرَّاحِ عَلَى أَنَّهُ مَجْزُومٌ لِأَنَّهُ نَهْيٌ، فَيَكُونُ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَصْلًا، وَقِيلَ: مَنْفِيٌّ فَيَكُونُ بِضَمِّ الْجِيمِ وَصْلًا، وَكَذَا الْمَرْأَتَانِ (يَضْرِبَانِ) : أَيْ: يَفْعَلَانِ (الْغَائِطَ) : فَهُوَ مِنْ بَابِ ذِكْرِ السَّبَبِ وَإِرَادَةِ الْمُسَبَّبِ. قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: يُقَالُ ضَرَبْتُ الْأَرْضَ إِذَا أَتَيْتُ الْخَلَاءَ وَضَرَبْتُ فِي الْأَرْضِ إِذَا سَافَرْتُ. وَقَالَ الْأَبْهَرِيُّ: الضَّرْبُ فِي الْأَرْضِ الذَّهَابُ فِيهَا وَالْأَصْلُ فِيهِ أَنَّ الذَّاهِبَ فِي الْأَرْضِ يَضْرِبُهَا بِرِجْلِهِ. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: قِيلَ نُصِبَ الْغَائِطُ بِنَزْعِ الْخَافِضِ أَيْ لِلْغَائِطِ وَفِي مُخْتَصَرِ النِّهَايَةِ يَضْرِبُ الْغَائِطَ وَالْخَلَاءَ وَالْأَرْضَ إِذَا ذَهَبَ لِقَضَاءِ الْحَاجَةِ، فَالْمَعْنَى يَمْشِيَانِ لِأَجْلِ قَضَاءِ الْحَاجَةِ أَوْ يَأْتِيَانِ الْخَلَاءَ حَالَ كَوْنِهِمَا (كَاشِفَيْنِ عَنْ عَوْرَتِهِمَا) يَنْظُرُ كُلٌّ إِلَى عَوْرَةِ صَاحِبِهِ عِنْدَ الذَّهَابِ أَوْ وَقْتَ التَّغَوُّطِ (يَتَحَدَّثَانِ) حَالٌ ثَانِيَةٌ وَقَالَ الطِّيبِيُّ: يَضْرِبَانِ وَيَتَحَدَّثَانِ صِفَتَا " الرَّجُلَانِ " لِأَنَّ التَّعْرِيفَ فِيهِ لِلْجِنْسِ أَيْ: رَجُلَانِ مِنْ جِنْسِ الرِّجَالِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَا خَبَرَيْنِ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ: هُمَا يَضْرِبَانِ وَيَتَحَدَّثَانِ اسْتِئْنَافًا وَكَاشِفَيْنِ حَالٌ مُقَدَّرَةٌ مِنْ ضَمِيرِ يَضْرِبَانِ، وَلَوْ جُعِلَ حَالًا مِنْ ضَمِيرِ يَتَحَدَّثَانِ لَمْ تَكُنْ مُقَدَّرَةً، وَعَلَى هَذِهِ التَّقَادِيرِ النَّهْيُ مُنْصَبٌّ عَلَى الْجَمِيعِ اهـ. فَإِنَّ الْجَمْعَ بِمَعْنَى الْمَجْمُوعِ وَهُوَ الْمُوجِبُ لِلْمَقْتِ الَّذِي هُوَ أَشَدُّ الْغَضَبِ وَلِذَا قَالَ: (فَإِنَّ اللَّهَ يَمْقُتُ) : بِضَمِّ الْقَافِ أَيْ: يَغْضَبُ (عَلَى ذَلِكَ) أَيْ: عَلَى مَا ذُكِرَ وَهُوَ الْمَرْكَبُ مِنْ مُحَرَّمٍ وَهُوَ كَشْفُ الْعَوْرَةِ بِحَضْرَةِ الْآخَرِ، وَمَكْرُوهٌ وَهُوَ التَّحَدُّثُ وَقْتَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ. قَالَ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ: لَا يَذْكُرِ اللَّهَ بِلِسَانِهِ فِي قَضَاءِ الْحَاجَةِ وَلَا فِي الْمُجَامَعَةِ بَلْ فِي النَّفْسِ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: سُلِّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يَرُدَّ وَإِذَا عَطَسَ فِي الْخَلَاءِ يَحْمَدِ اللَّهَ فِي نَفْسِهِ قَالَهُ الْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ وَالنَّخَعِيُّ (رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ) وَسَنَدُهُ حَسَنٌ.

357 - وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( «إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ، فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
357 - (وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ) : صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ كَذَا فِي التَّقْرِيبِ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: يُكَنَّى أَبَا عَمْرٍو الْأَنْصَارِيَّ الْخَزْرَجِيَّ، يُعَدُّ فِي الْكُوفِيِّينَ وَسَكَنَهَا وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، رَوَى عَنْهُ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَغَيْرُهُ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ) بِضَمِّ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ جَمْعُ حَشَّ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا وَهُوَ الْكَنِيفُ، وَأَصْلُ الْحَشِّ جَمَاعَةُ النَّخْلِ لِاكْتِنَافِهِ، ثُمَّ كُنِّيَ بِهِ عَنِ الْخَلَاءِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَغَوَّطُونَ بَيْنَ النَّخِيلِ كَذَا ذَكَرَهُ الشُّرَّاحُ. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: جَمْعُ حُشٍّ وَهُوَ بِالضَّمِّ مَوْضِعُ الْغَائِطِ وَبِالْفَتْحِ الْبُسْتَانُ لِأَنَّهُمْ قَبْلَ أَنْ يُتَّخَذَ الْكَنِيفُ فِي الْبُيُوتِ كَانُوا كَثِيرًا يَتَغَوَّطُونَ فِي الْبَسَاتِينِ (مُحْتَضَرَةٌ) : أَيْ: بِحَضْرَةِ الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ يَتَرَصَّدُونَ بَنِي آدَمَ بِالْأَذَى وَالْفَسَادِ، لِأَنَّهُ مَوْضِعٌ تُكْشَفُ الْعَوْرَةُ فِيهِ وَلَا يُذْكَرُ اسْمُ اللَّهِ فِيهِ (فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ) : أَيْ: قَرُبَ إِلَيْهِ (فَلْيَقُلْ) الْأَمْرُ لِلنَّدْبِ (أُعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبْثِ) : بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَيُسَكَّنُ (وَالْخَبَائِثِ) وَتَقَدَّمَ أَنَّهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ (إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ فَيَتَخَيَّرُ بَيْنَ الصِّيغَتَيْنِ كَذَا قَالَهُ ابْنُ حَجَرٍ وَالْأَوْلَى أَنْ يَقُولَ هَذَا مَرَّةً وَالْآخَرَ مَرَّةً أَوْ يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، أَوْ هَذَا مُخْتَصٌّ بِأَهْلِ الْغَفْلَةِ وَالْأَوَّلُ لِأَرْبَابِ الْحُضُورِ وَالْمُشَاهَدَةِ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّ هَذَا أَمْرٌ وَذَاكَ فِعْلُهُ (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ) وَسَنَدُهُ حَسَنٌ.

اسم الکتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح المؤلف : القاري، الملا على    الجزء : 1  صفحة : 386
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست