responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 465
تَعَالَى فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاة وَيُؤَيّد ذَلِك مَا ذكره بن الْأَثِيرِ فِي شَرْحِ الْمُسْنَدِ أَنَّ قَصْرَ الصَّلَاةِ كَانَ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِمَّا ذَكَرَهُ غَيْرُهُ أَنَّ نُزُولَ آيَةِ الْخَوْفِ كَانَ فِيهَا وَقِيلَ كَانَ قَصْرُ الصَّلَاةِ فِي رَبِيعٍ الْآخِرِ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ ذَكَرَهُ الدُّولَابِيُّ وَأَوْرَدَهُ السُّهَيْلِيُّ بِلَفْظِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِعَامٍ أَوْ نَحْوِهِ وَقِيلَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا فَعَلَى هَذَا الْمُرَادُ بِقَوْلِ عَائِشَةَ فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ أَيْ بِاعْتِبَارِ مَا آلَ إِلَيْهِ الْأَمْرُ مِنَ التَّخْفِيفِ لَا أَنَّهَا اسْتَمَرَّتْ مُنْذُ فُرِضَتْ فَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْقَصْرَ عَزِيمَةٌ وَأما مَا وَقع فِي حَدِيث بن عَبَّاسٍ وَالْخَوْفُ رَكْعَةٌ فَالْبَحْثُ فِيهِ يَجِيءُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ فَائِدَةٌ ذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ الْإِسْرَاءِ صَلَاةٌ مَفْرُوضَةٌ إِلَّا مَا كَانَ وَقَعَ الْأَمْرُ بِهِ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ مِنْ غَيْرِ تَحْدِيدٍ وَذَهَبَ الْحَرْبِيُّ إِلَى أَنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ مَفْرُوضَةً رَكْعَتَيْنِ بِالْغَدَاةِ وَرَكْعَتَيْنِ بِالْعَشِيِّ وَذَكَرَ الشَّافِعِيُّ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ صَلَاةَ اللَّيْلِ كَانَتْ مَفْرُوضَةً ثُمَّ نُسِخَتْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى فَاقْرَءُوا مَا تيَسّر مِنْهُ فَصَارَ الْفَرْضُ قِيَامَ بَعْضِ اللَّيْلِ ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَاسْتَنْكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ ذَلِكَ وَقَالَ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْله تَعَالَى فاقرءوا مَا تيَسّر مِنْهُ إِنَّمَا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِيهَا وَآخَرُونَ يُقَاتلُون فِي سَبِيل الله وَالْقِتَالُ إِنَّمَا وَقَعَ بِالْمَدِينَةِ لَا بِمَكَّةَ وَالْإِسْرَاءُ كَانَ بِمَكَّةَ قَبْلَ ذَلِكَ اه وَمَا اسْتَدَلَّ بِهِ غَيْرُ وَاضِحٍ لِأَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى عَلِمَ أَن سَيكون ظَاهِرٌ فِي الِاسْتِقْبَالِ فَكَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى امْتَنَّ عَلَيْهِمْ بِتَعْجِيلِ التَّخْفِيفِ قَبْلَ وُجُودِ الْمَشَقَّةِ الَّتِي علم أَنَّهَا ستقع لَهُم وَالله أعلم

(قَوْلُهُ بَابُ وُجُوبِ الصَّلَاةِ فِي الثِّيَابِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)
يُشِيرُ بِذَلِكَ إِلَى مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيث بن عَبَّاسٍ قَالَ كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانَةً الحَدِيث وَفِيه فَنزلت خُذُوا زينتكم وَوَقَعَ فِي تَفْسِيرِ طَاوُسٍ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى خُذُوا زينتكم قَالَ الثِّيَابُ وَصَلَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَنَحْوُهُ عَنْ مُجَاهِدٍ وَنقل بن حَزْمٍ الِاتِّفَاقَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ سَتْرُ الْعَوْرَةِ قَوْلُهُ وَمَنْ صَلَّى مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ هَكَذَا ثَبَتَ لِلْمُسْتَمْلِي وَحْدَهُ هُنَا وَسَيَأْتِي قَرِيبًا فِي بَابٍ مُفْرَدٍ وَعَلَى تَقْدِيرِ ثُبُوتِهِ هُنَا فَلَهُ تَعَلُّقٌ بِحَدِيثِ سَلَمَةَ الْمُعَلَّقِ بَعْدَهُ كَمَا سَيَظْهَرُ مِنْ سِيَاقِهِ قَوْلُهُ وَيُذْكَرُ عَنْ سَلَمَةَ قَدْ بَيَّنَ السَّبَبَ فِي تَرْكِ جَزْمِهِ بِهِ بِقَوْلِهِ وَفِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ وَقَدْ وَصَلَهُ الْمُصَنِّفُ فِي تَارِيخه وَأَبُو دَاوُد وبن خُزَيْمَة وبن حِبَّانَ وَاللَّفْظُ لَهُ مِنْ طَرِيقِ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ أَتَصَيَّدُ أَفَأُصَلِّي فِي الْقَمِيصِ الْوَاحِدِ قَالَ نَعَمْ زُرَّهُ وَلَوْ بِشَوْكَةٍ وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَلَمَةَ زَادَ فِي الْإِسْنَادِ رَجُلًا وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ مَالِكِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ فَصَرَّحَ بِالتَّحْدِيثِ بَيْنَ مُوسَى وَسَلَمَةَ فَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ رِوَايَةُ أَبِي أُوَيْسٍ مِنَ الْمَزِيدِ فِي مُتَّصِلِ الْأَسَانِيدِ أَوْ

(

الْفَصْل الْعَاشِر فِي عد أَحَادِيث الْجَامِع)
قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن الصّلاح فِيمَا روينَاهُ عَنهُ فِي عُلُوم الحَدِيث عدد أَحَادِيث صَحِيح البُخَارِيّ سَبْعَة آلَاف ومائتان وَخَمْسَة وَسَبْعُونَ بالأحاديث المكررة قَالَ وَقيل إِنَّهَا بِإِسْقَاط المكرر أَرْبَعَة آلَاف هَكَذَا أطلق بن الصّلاح وَتَبعهُ الشَّيْخ مُحي الدّين النَّوَوِيّ فِي مُخْتَصره وَلَكِن خَالف فِي الشَّرْح فقيدها بالمسندة وَلَفظه جملَة مَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ من الْأَحَادِيث المسندة بالمكرر فَذكر الْعدة سَوَاء فَأخْرج بقوله المسندة الْأَحَادِيث الْمُعَلقَة وَمَا أوردهُ فِي التراجم والمتابعة وَبَيَان الِاخْتِلَاف بِغَيْر إِسْنَاد موصل فَكل ذَلِك خرج بقوله المسندة بِخِلَاف إِطْلَاق بن الصّلاح قَالَ الشَّيْخ مُحي الدّين وَقد رَأَيْت أَن أذكرها مفصلة ليَكُون كالفهرسة لأبواب الْكتاب وتسهل معرفَة مظان أَحَادِيثه على الطلاب قلت ثمَّ سَاقهَا نَاقِلا لذَلِك من كتاب جَوَاب المتعنت لأبي الْفضل بن طَاهِر بروايته من طَرِيق أبي مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن حمويه السَّرخسِيّ قَالَ عدد أَحَادِيث صَحِيح البُخَارِيّ بَدْء الْوَحْي خَمْسَة أَحَادِيث قلت بل هِيَ سَبْعَة وَكَأَنَّهُ لم يعد حَدِيث الْأَعْمَال وَلم يعد حَدِيث جَابر فِي أول مَا نزل وَبَيَان كَونهَا سَبْعَة أَن أول مَا فِي الْكتاب حَدِيث عمر الْأَعْمَال الثَّانِي حَدِيث عَائِشَة فِي سُؤال الْحَارِث بن هِشَام الثَّالِث حَدِيثهَا أول مَا بَدْء بِهِ من الْوَحْي الرَّابِع حَدِيث جَابر وَهُوَ يحدث عَن فَتْرَة الْوَحْي وَهُوَ مَعْطُوف على إِسْنَاد حَدِيث عَائِشَة وهما حديثان مُخْتَلِفَانِ لَا ريب فِي ذَلِك الْخَامِس حَدِيث بن عَبَّاس فِي نزُول لَا تحرّك بِهِ لسَانك السَّادِس حَدِيثه فِي مُعَارضَة جِبْرِيل فِي رَمَضَان السَّابِع حَدِيثه عَن أبي سُفْيَان فِي قصَّة هِرقل وَفِي أَثْنَائِهِ حَدِيث آخر مَوْقُوف وَهُوَ حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن بن الناطور فِي شَأْن هِرقل وَفِيه من التَّعْلِيق موضعان وَمن المتابعات سِتَّة مَوَاضِع وَإِنَّمَا أوردت هَذَا الْقدر ليتبين مِنْهُ أَن كثيرا من الْمُحدثين وَغَيرهم يستروحون بِنَقْل كَلَام من يتقدمهم مقلدين لَهُ وَيكون الأول مَا أتقن وَلَا حرر بل يتبعونه تحسينا للظن بِهِ والإتقان بِخِلَاف فَلَا شَيْء أظهر من غلطه فِي هَذَا الْبَاب فِي أول الْكتاب فياعجباه لشخص يتَصَدَّى لعد أَحَادِيث كتاب وَله بِهِ عناية وَرِوَايَة ثمَّ يذكر ذَلِك جملَة وتفصيلا فيقلد فِي ذَلِك لظُهُور عنايته بِهِ حَتَّى يتداوله المصنفون ويعتمده الْأَئِمَّة الناقدون ويتكلف نظمه ليستمر على استحضاره المذاكرون أنْشد أَبُو عبد الله بن عبد الْملك الأندلسي فِي فَوَائده عَن أبي الْحُسَيْن الرعيني عَن أبي عبد الله بن عبد الْحق لنَفسِهِ جَمِيع أَحَادِيث الصَّحِيح الَّذِي روى البُخَارِيّ خمس ثمَّ سَبْعُونَ للعد وَسَبْعَة آلَاف تُضَاف وَمَا مضى إِلَى مِائَتَيْنِ عد ذَاك أولو الْجد وَمَعَ هَذَا جَمِيعه فَيكون الَّذِي قلدوه فِي ذَلِك لم يتقن مَا تصدى لَهُ من ذَلِك وسيظهر لَك فِي عدَّة أَحَادِيث الصَّوْم أعجب من هَذَا الْفَصْل وَهَا أَنا أسوق مَا ذكر وأتعقبه بالتحرير إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَإِذا انْتَهَيْت إِلَى آخِره رجعت فعددت المعلقات والمتابعات فَإِن اسْم الْأَحَادِيث يشملها وَإِطْلَاق التكرير يعمها وَفِي ضمن ذَلِك من الْفَوَائِد مَا لَا يخفى

اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست