responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 464
وَقَالَ صَاحِبُ الْمَطَالِعِ فِي الْحَبَائِلِ قِيلَ هِيَ الْقَلَائِدُ وَالْعُقُودُ أَوْ هِيَ مِنْ حِبَالِ الرَّمْلِ أَيْ فِيهَا لُؤْلُؤٌ مِثْلُ حِبَالِ الرَّمْلِ جَمْعُ حَبْلٍ وَهُوَ مَا اسْتَطَالَ مِنَ الرَّمْلِ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ الْحَبَائِلَ لَا تَكُونُ إِلَّا جَمْعَ حِبَالَةٍ أَوْ حَبِيلَةٍ بِوَزْنِ عَظِيمَةٍ وَقَالَ بَعْضُ مَنِ اعْتَنَى بِالْبُخَارِيِّ الْحَبَائِلُ جَمْعُ حِبَالَةٍ وَحِبَالَةٌ جَمْعُ حَبْلٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَالْمُرَادُ أَنَّ فِيهَا عُقُودًا وَقَلَائِدَ مِنَ اللُّؤْلُؤِ

[350] قَوْلُهُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ كَرَّرَتْ لَفْظَ رَكْعَتَيْنِ لِتُفِيدَ عُمُومَ التَّثْنِيَةِ لكل صَلَاة زَاد بن إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ إِلَّا الْمَغْرِبَ فَإِنَّهَا كَانَتْ ثَلَاثًا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِهِ وَلِلْمُصَنِّفِ فِي كِتَابِ الْهِجْرَةِ مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفُرِضَتْ أَرْبَعًا فَعَيَّنَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنَّ الزِّيَادَةَ فِي قَوْلِهِ هُنَا وَزِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ وَقَعَتْ بِالْمَدِينَةِ وَقَدْ أَخَذَ بِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيثِ الْحَنَفِيَّةُ وَبَنَوْا عَلَيْهِ أَنَّ الْقَصْرَ فِي السَّفَرِ عَزِيمَةٌ لَا رُخْصَةٌ وَاحْتَجَّ مُخَالِفُوهُمْ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ لِأَنَّ نَفْيَ الْجُنَاحِ لَا يَدُلُّ عَلَى الْعَزِيمَةِ وَالْقَصْرُ إِنَّمَا يَكُونُ مِنْ شَيْءٍ أَطْوَلَ مِنْهُ وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ رُخْصَةٌ أَيْضًا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ وَأَجَابُوا عَنْ حَدِيثِ الْبَابِ بِأَنَّهُ مِنْ قَوْلِ عَائِشَةَ غَيْرُ مَرْفُوعٍ وَبِأَنَّهَا لَمْ تَشْهَدْ زَمَانَ فَرْضِ الصَّلَاةِ قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْرُهُ وَفِي هَذَا الْجَوَابِ نَظَرٌ أَمَّا أَوَّلًا فَهُوَ مِمَّا لَا مَجَالَ لِلرَّأْيِ فِيهِ فَلَهُ حُكْمُ الرَّفْعِ وَأَمَّا ثَانِيًا فَعَلَى تَقْدِيرِ تَسْلِيمِ أَنَّهَا لَمْ تُدْرِكِ الْقِصَّةَ يَكُونُ مُرْسَلُ صَحَابِيٍّ وَهُوَ حُجَّةٌ لِأَنَّهُ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ أَخَذَتْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ عَنْ صَحَابِيٍّ آخَرَ أَدْرَكَ ذَلِكَ وَأَمَّا قَوْلُ إِمَامِ الْحَرَمَيْنِ لَوْ كَانَ ثَابِتًا لَنُقِلَ مُتَوَاتِرًا فَفِيهِ أَيْضًا نَظَرٌ لِأَنَّ التَّوَاتُرَ فِي مِثْلِ هَذَا غَيْرُ لَازِمٍ وَقَالُوا أَيْضًا يُعَارِضُ حَدِيثَ عَائِشَةَ هَذَا حَدِيث بن عَبَّاسٍ فُرِضَتِ الصَّلَاةُ فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَالْجَوَابُ أَنَّهُ يُمْكِنُ الْجمع بَين حَدِيث عَائِشَة وبن عَبَّاسٍ كَمَا سَيَأْتِي فَلَا تَعَارُضَ وَأَلْزَمُوا الْحَنَفِيَّةَ عَلَى قَاعِدَتِهِمْ فِيمَا إِذَا عَارَضَ رَأْيُ الصَّحَابِيِّ رِوَايَتَهُ بِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ الْعِبْرَةُ بِمَا رَأَى لَا بِمَا رَوَى وَخَالَفُوا ذَلِكَ هُنَا فَقَدْ ثَبَتَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تُتِمُّ فِي السَّفَرِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْمَرْوِيَّ عَنْهَا غَيْرُ ثَابِتٍ وَالْجَوَابُ عَنْهُمْ أَنَّ عُرْوَةَ الرَّاوِيَ عَنْهَا قَدْ قَالَ لَمَّا سُئِلَ عَنْ إِتْمَامِهَا فِي السَّفَرِ إِنَّهَا تَأَوَّلَتْ كَمَا تَأَوَّلَ عُثْمَانُ فَعَلَى هَذَا لَا تَعَارُضَ بَيْنَ رِوَايَتِهَا وَبَيْنَ رَأْيِهَا فَرِوَايَتُهَا صَحِيحَةٌ وَرَأْيُهَا مَبْنِيُّ عَلَى مَا تَأَوَّلَتْ وَالَّذِي يَظْهَرُ لِي وَبِهِ تَجْتَمِعُ الْأَدِلَّةُ السَّابِقَةُ أَنَّ الصَّلَوَاتَ فُرِضَتْ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا الْمَغْرِبَ ثُمَّ زِيدَتْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ عَقِبَ الْهِجْرَة إِلَّا الصُّبْح كَمَا روى بن خُزَيْمَة وبن حِبَّانَ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ فُرِضَتْ صَلَاةُ الْحَضَرَ وَالسَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَاطْمَأَنَّ زِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ وَتُرِكَتْ صَلَاةُ الْفَجْرِ لِطُولِ الْقِرَاءَةِ وَصَلَاةُ الْمَغْرِبِ لِأَنَّهَا وِتْرُ النَّهَارِ اه ثُمَّ بَعْدَ أَنْ اسْتَقَرَّ فَرْضُ الرُّبَاعِيَّةِ خُفِّفَ مِنْهَا فِي السَّفَرِ عِنْدَ نُزُولِ الْآيَةِ السَّابِقَةِ وَهِيَ قَوْلُهُ

معمر بن رَاشد تكلم فِي حَدِيثه عَن ثَابت وَالْأَعْمَش مُعلى بن مَنْصُور تكلم أَحْمد فِيهِ لكتابته الشُّرُوط مُغيرَة بن مقسم ذكر بالتدليس فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم مقسم مولى بن عَامر ضعفه بن سعد بِلَا حجَّة مفضل بن فضَالة الْمصْرِيّ تكلم فِيهِ بن سعد بِلَا مُسْتَند مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن وَهُوَ بن صَفِيَّة قَالَ بن حزم وَحده لَيْسَ بِالْقَوِيّ الْمنْهَال بن عَمْرو تكلم فِيهِ بِلَا حجَّة مُوسَى بن إِسْمَاعِيل أَبُو سَلمَة تكلم فِيهِ بن خرَاش بِلَا مُسْتَند مُوسَى بن نَافِع أَبُو شهَاب استنكر أَحْمد بعض حَدِيثه مُوسَى بن عقبَة تكلم بن معِين فِي رِوَايَته عَن نَافِع نَافِع بن عمر الجُمَحِي تكلم فِيهِ بن سعد بِلَا مُسْتَند هدبة بن خَالِد ضعفه النَّسَائِيّ بِلَا حجَّة هِشَام بن حسان تكلمُوا فِي حَدِيثه عَن بعض مشايخه هِشَام بن عُرْوَة ذكر بالتدليس أَو الْإِرْسَال هِشَام بن عمار مَذْكُور فِيمَن تغير هشيم بن بشير عابوا عَلَيْهِ التَّدْلِيس همام بن يحيى تكلم فِي بعض حَدِيثه من حفظه الوضاح أَبُو عوَانَة تكلم فِي حَدِيثه من حفظه وَكتابه مُعْتَمد الْوَلِيد بن مُسلم عابوا عَلَيْهِ التَّدْلِيس والتسوية يحيى بن أبي إِسْحَاق تكلم فِيهِ الْعقيلِيّ بِلَا حجَّة يحيى بن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة قَالَ بن معِين أَخطَأ فِي حَدِيث وَاحِد يحيى بن سعيد الْأمَوِي ذكره الْعقيلِيّ بِلَا حجَّة يحيى بن عباد الضبعِي وسط عِنْد بن معِين يحيى بن عبد الله بن بكير تكلم فِي سَمَاعه من مَالك يحيى بن أبي كثير مَذْكُور بالتدليس والإرسال يحيى بن وَاضح أَبُو تُمَيْلة لم يثبت أَن البُخَارِيّ ضعفه يزِيد بن إِبْرَاهِيم التسترِي تكلم الْقطَّان فِي حَدِيثه عَن قَتَادَة فَقَط يزِيد بن عبد الله بن حَفْص تكلم أَحْمد فِي بعض افراده يزِيد بن عبد الله بن قسيط لينه أَبُو حَاتِم بِلَا حجَّة يزِيد بن هَارُون الوَاسِطِيّ تغير لما عمي يزِيد الرشك ضعفه بَعضهم بِلَا حجَّة يعلى بن عبيد الطنافسي تكلم بن معِين فِي حَدِيثه عَن الثَّوْريّ يُوسُف بن أبي إِسْحَاق تكلم الْعقيلِيّ فِيهِ بِلَا حجَّة يُونُس بن أبي الْفُرَات تكلم فِيهِ بن حبَان بِلَا مُسْتَند يُونُس بن الْقَاسِم استنكر البرذعي حَدِيثه بِلَا حجَّة يُونُس بن يزِيد الْأَيْلِي فِي حفظه شَيْء وَكتابه مُعْتَمد أَبُو بكر بن عَيَّاش سَاءَ حفظه لما كبر وَكتابه مُعْتَمد أَبُو بكر بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ ضعفه بن سعد بِلَا مُسْتَند فَجَمِيع من ذكر فِي هذَيْن الْفَصْلَيْنِ مِمَّن احْتج بِهِ البُخَارِيّ لَا يلْحقهُ فِي ذَلِك عَابَ لما فسرناه وَأما من عدا من ذكر فيهمَا مِمَّن وصف بِسوء الضَّبْط أَو الْوَهم أَو الْغَلَط وَنَحْو ذَلِك وَهُوَ الْقسم الثَّالِث فَلم يخرج لَهُم إِلَّا مَا توبعوا عَلَيْهِ عِنْده أَو عِنْد غَيره وَقد شرحنا من ذَلِك مَا فِيهِ كِفَايَة ومقنع وَالله الْمُوفق إِلَى سَبِيل الرشاد نفع الله بِجَمِيعِ ذَلِك بمنه وَكَرمه

اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 464
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست