responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 454
إِلَى ثُبُوتِ ذَلِكَ وَإِنَّمَا قَدَّمْنَاهُ احْتِمَالًا وَأَمَّا قَوْلُهُ بِثَمَنٍ فَكَأَنَّهُ أَخَذَهُ مِنْ إِعْطَائِهَا مَا ذَكَرَ وَلَيْسَ بِمُسْتَقِيمٍ لِأَنَّ الْعَطِيَّةَ الْمَذْكُورَةَ مُتَقَوَّمَةٌ وَالْمَاءَ مِثْلِيٌّ وَضَمَانُ الْمِثْلِيِّ إِنَّمَا يَكُونُ بِالْمِثْلِ وَيَنْعَكِسُ مَا قَالَهُ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى وَهُوَ أَنَّ الْمَأْخُوذَ مِنْ فَضْلِ الْمَاءِ لِلضَّرُورَةِ لَا يَجِبُ الْعِوَضُ عَنْهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِيهِ جَوَازُ طَعَامِ الْمُخَارَجَةِ لِأَنَّهُمْ تَخَارَجُوا فِي عِوَضِ الْمَاءِ وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى مَا تَقَدَّمَ وَفِيهِ أَنَّ الْخَوَارِقَ لَا تُغَيِّرُ الْأَحْكَامَ الشَّرْعِيَّةَ قَوْلُهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ صَبَأَ إِلَخْ هَذَا فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي وَحْدَهُ وَوَقَعَ فِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيِّ صَبَأَ فُلَانٌ انْخَلَعَ وَأَصْبَأَ أَيْ كَذَلِكَ وَكَذَا قَوْلُهُ وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةَ إِلَخْ وَقَدْ وَصَلَهُ بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْهُ وَقَالَ غَيْرُهُ هُمْ مَنْسُوبُونَ إِلَى صَابِئِ بْنِ مُتَوَشْلِخَ عَمِّ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَوَى بن مرْدَوَيْه بِإِسْنَاد حسن عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ الصَّابِئُونَ لَيْسَ لَهُمْ كِتَابٌ انْتَهَى وَوَقَعَ فِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيِّ أُصِبْ أَمَلْ وَهَذَا سَيَأْتِي فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ يُوسُفَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَإِنَّمَا أَوْرَدَ الْبُخَارِيُّ هَذَا هُنَا لِيُبَيِّنَ الْفَرْقَ بَيْنَ الصَّابِئِ الْمُرَادِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَالصَّابِئِ الْمَنْسُوبِ لِلطَّائِفَةِ الْمَذْكُورَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

(قَوْلُهُ بَابُ إِذَا خَافَ الْجُنُبُ عَلَى نَفْسِهِ الْمَرَضَ إِلَخْ)
مُرَادُهُ إِلْحَاقُ خَوْفِ الْمَرَضِ وَفِيهِ اخْتِلَافٌ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ بِخَوْفِ الْعَطَشِ وَلَا اخْتِلَافَ فِيهِ قَوْلُهُ وَيُذْكَرُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ هَذَا التَّعْلِيقُ وَصَلَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ فَأَشْفَقْتُ أَنْ أَغْتَسِلَ فَأَهْلِكَ فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي الصُّبْحَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا عَمْرُو صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي مَنَعَنِي مِنَ الِاغْتِسَالِ وَقُلْتُ إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بكم رحِيما فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا وَرَوَيَاهُ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب لَكِن زَاد بَين عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَجُلًا وَهُوَ أَبُو قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَقَالَ فِي الْقِصَّةِ فَغَسَلَ مَغَابِنَهُ وَتَوَضَّأَ وَلَمْ يَقُلْ تَيَمَّمَ وَقَالَ فِيهِ لَوِ اغْتَسَلْتُ مِتُّ وَذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ أَنَّ الْأَوْزَاعِيَّ رَوَى عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةِ هَذِهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ فِيهَا فَتَيَمَّمَ انْتَهَى وَرَوَاهَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَلَمْ يَذْكُرِ التَّيَمُّمَ وَالسِّيَاقُ الْأَوَّلُ أَلْيَقُ بِمُرَادِ الْمُصَنِّفِ وَإِسْنَادُهُ قَوِيٌّ لَكِنَّهُ عَلَّقَهُ بِصِيغَةِ التَّمْرِيضِ لِكَوْنِهِ اخْتَصَرَهُ وَقَدْ أَوْهَمَ ظَاهِرُ سِيَاقِهِ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ تَلَا الْآيَةَ لِأَصْحَابِهِ وَهُوَ جُنُبٌ وَلَيْسَ كَذَلِكَ وَإِنَّمَا تَلَاهَا بَعْدَ أَنْ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَّرَهُ عَلَى غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ كَمَا سَيَأْتِي فِي الْمَغَازِي وَوَجْهُ اسْتِدْلَالِهِ بِالْآيَةِ ظَاهِرٌ مِنْ سِيَاقِ الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ يُمْكِنُ الْجَمْعُ بَيْنَ الرِّوَايَاتِ بِأَنَّهُ تَوَضَّأَ ثُمَّ تَيَمَّمَ عَنِ الْبَاقِي وَقَالَ النَّوَوِيُّ وَهُوَ مُتَعَيِّنٌ قَوْلُهُ فَلَمْ يُعَنِّفْ حَذَفَ الْمَفْعُولَ لِلْعِلْمِ بِهِ أَيْ لَمْ يَلُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرًا فَكَانَ ذَلِكَ تَقْرِيرًا دَالًّا عَلَى الْجَوَازِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ فَلَمْ يُعَنِّفْهُ بِزِيَادَةِ هَاءِ الضَّمِيرِ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ جَوَازُ التَّيَمُّمِ لِمَنْ يَتَوَقَّعُ مِنِ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ الْهَلَاكَ سَوَاءٌ كَانَ لِأَجْلِ بَرْدٍ أَوْ غَيْرِهِ وَجَوَازُ صَلَاةِ الْمُتَيَمِّمِ بِالْمُتَوَضِّئِينَ وَجَوَازُ الِاجْتِهَادِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

مَنْسُوب عَن إِبْرَاهِيم بن سعد فَقيل هُوَ بن كاسب هَذَا وَقيل بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي وَقيل بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ وَقيل بن إِبْرَاهِيم بن سعد وَهَذَا القَوْل الْأَخير بَاطِل فَإِن البُخَارِيّ لم يلقه وَأما الزُّهْرِيّ فضعيف وَأما الدَّوْرَقِي وبن كاسب فمحتمل وَالْأَشْبَه أَنه بن كاسب وَبِذَلِك جزم أَبُو أَحْمد الْحَاكِم وَأَبُو إِسْحَاق الحبال وَأَبُو عبد الله بن مَنْدَه وَغير وَاحِد وَقد روى البُخَارِيّ فِي خلق أَفعَال الْعباد عَن يَعْقُوب بن حميد بن كاسب حَدِيثا وَنسبه وروى فِي الصَّحِيح عَن الدَّوْرَقِي فنسبه قلت والْحَدِيث الَّذِي أخرجه لَهُ فِي الصُّلْح تَابعه عَلَيْهِ مُحَمَّد بن الصَّباح عِنْد مُسلم وَأبي دَاوُد وَالَّذِي أخرجه لَهُ فِي فضل من شهد بَدْرًا وَقع فِي رِوَايَة أبي ذَر حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي قِصَّةِ قَتْلِ أبي جهل وَهُوَ عِنْده من طَرِيق صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَيَعْقُوب هُنَا يغلب على ظَنِّي أَنه الدَّوْرَقِي وَأما بن كاسب فقد قَالَ فِيهِ البُخَارِيّ هُوَ فِي الأَصْل صَدُوق وَقَالَ بن عدي لَا بَأْس بِهِ وبروايته وَقَالَ بن حبَان كَانَ مِمَّن يحفظ ويصنف وَرُبمَا أَخطَأ وَضَعفه النَّسَائِيّ وَغَيره وَقد أوضح بن أبي خَيْثَمَة أمره فَحكى عَن يحيى بن معِين لَيْسَ بِثِقَة فَقَالَ فَقلت لَهُ من أَيْن ذَاك قَالَ لِأَنَّهُ مَحْدُود قَالَ فَقلت لَهُ فَأَنا أُعْطِيك رجلا يزْعم أَنه ثِقَة وَقد وَجب عَلَيْهِ الْحَد فَذكر لَهُ رجلا قَالَ بن أبي خَيْثَمَة قلت لمصعب الزبيرِي إِن بن معِين يَقُول فِي بن كاسب إِن حَدِيثه لَا يجوز لِأَنَّهُ مَحْدُود فَقَالَ إِنَّمَا حَده الطالبيون تحاملا عَلَيْهِ قلت فَمن هَذِه الْجِهَة لَيْسَ الْجرْح فِيهِ بقادح لَكِن ذكر الْعقيلِيّ عَن زَكَرِيَّا بن يحيى الْحلْوانِي قَالَ رَأَيْت أَبَا دَاوُد جعل أَحَادِيث بن كاسب وقايات على ظُهُور كتبه فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ رَأَيْت فِي مُسْنده أَحَادِيث مُنكرَة فطالبناه بالأصول فدافعنا ثمَّ أخرجهَا بعد فَإِذا تِلْكَ الْأَحَادِيث مُغيرَة بِخَط طري كَانَت مَرَاسِيل فأسندها وَزَاد فِيهَا قلت فَهَذَا الْجرْح قَادِح وَلِهَذَا لم يخرج عَنهُ أَبُو دَاوُد شَيْئا وَأكْثر عَنهُ بن ماجة وَالله الْمُوفق ع يعلى بن عبيد الطنافسي أحد الثِّقَات قدمه أَحْمد على أَخِيه مُحَمَّد بن عبيد فِي الْحِفْظ وَقَالَ بن معِين ثِقَة زَاد فِي رِوَايَة عُثْمَان الدَّارمِيّ عَنهُ ضَعِيف فِي سُفْيَان الثَّوْريّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَهُوَ أثبت أَوْلَاد أَبِيه وَوَثَّقَهُ بن سعد وَالدَّارَقُطْنِيّ وَآخَرُونَ قلت مَاله فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن سُفْيَان الثَّوْريّ شَيْء وَاحْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع يُوسُفَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ وَقد ينْسب إِلَى جده قَالَ بن عُيَيْنَة لم يكن فِي ولد أبي إِسْحَاق أحفظ مِنْهُ وَقَالَ بن حبَان فِي الثِّقَات مُسْتَقِيم الحَدِيث قَلِيله وَوَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ الْعقيلِيّ لما ذكره فِي الضُّعَفَاء يُخَالف فِي حَدِيثه قلت وَهَذَا جرح مَرْدُود وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ م يُوسُف بن يزِيد الْبَصْرِيّ أَبُو معشر الْبَراء كَانَ يبري النبل قَالَ عَليّ بن الْجُنَيْد عَن مُحَمَّد بن أبي بكر الْمقدمِي حَدثنَا أَبُو معشر الْبَراء وَكَانَ ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَقَالَ بن معِين ضَعِيف وَذكره بن حبَان فِي الثِّقَات قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث أَحدهَا عَن عبيد الله بن الْأَخْنَس عَن بن أبي مليكَة عَن بن عَبَّاس فِي قصَّة الرّقية بِفَاتِحَة الْكتاب وَله شَاهد من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَالْآخر عَن سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّة وَقد تقدم ذكره فِي تَرْجَمته بشاهده وَالثَّالِث عَن عُثْمَان عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس فِي الْحَج أوردهُ بِصِيغَة التَّعْلِيق فَقَالَ قَالَ أَبُو كَامِل حَدثنَا أَبُو معشر عَن عُثْمَان فَذكره وَهُوَ مَوْقُوف وَبَعضه مَرْفُوع ولأكثره شَوَاهِد وَلَيْسَ لَهُ عِنْد مُسلم سوى حَدِيث وَاحِد عَن خَالِد بن ذكْوَان عَن الرّبيع بنت معوذ فِي صَوْم يَوْم عَاشُورَاء وَهَذَا جَمِيع مَاله فِي الصَّحِيحَيْنِ وَمَا لَهُ فِي السّنَن الْأَرْبَعَة شَيْء خَ ت س ق يُونُس بن أبي القرات الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ بن الْجُنَيْد

اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 454
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست