responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 101
فِي الْحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَهُ الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لِلِاسْتِغْرَاقِ قَوْلُهُ بِمِثْلِهَا زَادَ مُسْلِمٌ وَإِسْحَاقُ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ فِي رِوَايَتِهِمْ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَوْلُهُ بَابُ أَحَبِّ الدِّينِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ مُرَادُ الْمُصَنِّفِ الِاسْتِدْلَالُ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ يُطْلَقُ عَلَى الْأَعْمَالِ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالدِّينِ هُنَا الْعَمَلُ وَالدِّينُ الْحَقِيقِيُّ هُوَ الْإِسْلَامُ وَالْإِسْلَامُ الْحَقِيقِيُّ مُرَادِفٌ لِلْإِيمَانِ فَيَصِحُّ بِهَذَا مَقْصُودُهُ وَمُنَاسَبَتُهُ لِمَا قَبْلَهُ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ لِأَنَّهُ لَمَّا قَدَّمَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَحْسُنُ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ أَرَادَ أَنْ يُنَبِّهَ عَلَى أَنَّ جِهَادَ النَّفْسِ فِي ذَلِكَ إِلَى حَدِّ الْمُغَالَبَةِ غَيْرُ مَطْلُوبٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَعْضُ هَذَا الْمَعْنَى فِي بَابِ الدِّينُ يُسْرٌ وَفِي هَذَا مَا لَيْسَ فِي ذَاكَ عَلَى مَا سَنُوَضِّحُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ بن سعيد الْقطَّان عَن هِشَام هُوَ بن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَوْلُهُ فَقَالَ مَنْ هَذِهِ لِلْأَصِيلِيِّ قَالَ مَنْ هَذِهِ بِغَيْرِ فَاءٍ وَيُوَجَّهُ عَلَى أَنَّهُ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ كَأَنَّ قَائِلًا قَالَ مَاذَا قَالَ حِينَ دَخَلَ قَالَتْ قَالَ مَنْ هَذِهِ قَوْلُهُ قُلْتُ فُلَانَةُ هَذِهِ اللَّفْظَةُ كِنَايَةٌ عَنْ كُلِّ عَلَمٍ مُؤَنَّثٍ فَلَا يَنْصَرِفُ زَادَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هِشَامٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ حَسَنَةُ الْهَيْئَةِ قَوْلُهُ تَذْكُرُ بِفَتْحِ التَّاءِ الْفَوْقَانِيَّةِ وَالْفَاعِلُ عَائِشَةُ وَرُوِيَ بِضَمِّ الْيَاءِ التَّحْتَانِيَّةِ عَلَى الْبِنَاءِ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ أَيْ يَذْكُرُونَ أَنَّ صَلَاتَهَا كَثِيرَةٌ وَلِأَحْمَدَ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ لَا تَنَامُ تُصَلِّي وَلِلْمُصَنِّفِ فِي كِتَابِ صَلَاةِ اللَّيْلِ مُعَلَّقًا عَنِ الْقَعْنَبِيِّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامٍ وَهُوَ مَوْصُولٌ فِي الْمُوَطَّأِ لِلْقَعْنَبِيِّ وَحْدَهُ فِي آخِرِهِ لَا تَنَامُ بِاللَّيْلِ وَهَذِهِ الْمَرْأَةُ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ مَالِكٍ الْمَذْكُورَةِ أَنَّهَا مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَلِمُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهَا الْحَوْلَاءُ بِالْمُهْمَلَةِ وَالْمَدِّ وَهُوَ اسْمُهَا بِنْتُ تويت بمثناتين مُصَغرًا بن حبيب بِفَتْح الْمُهْملَة بن أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى مِنْ رَهْطِ خَدِيجَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَفِي رِوَايَتِهِ أَيْضًا وَزَعَمُوا أَنَّهَا لَا تَنَامُ اللَّيْلَ وَهَذَا يُؤَيِّدُ الرِّوَايَةَ الثَّانِيَةَ فِي أَنَّهَا نُقِلَتْ عَنْ غَيْرِهَا فَإِنْ قِيلَ وَقَعَ فِي حَدِيثِ الْبَابِ حَدِيثُ هِشَامٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ عِنْدَهَا وَفِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ الْحَوْلَاءَ مَرَّتْ بِهَا فَظَاهِرُهُ التَّغَايُرُ فَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ الْمَارَّةُ امْرَأَةً غَيْرَهَا مِنْ بَنِي أَسَدٍ أَيْضًا أَوْ أَنَّ قِصَّتَهَا تَعَدَّدَتْ وَالْجَوَابُ أَنَّ الْقِصَّةَ وَاحِدَةٌ وَيُبَيِّنُ ذَلِكَ رِوَايَةُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ هِشَامٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَلَفْظُهُ مَرَّتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَوْلَاءُ بِنْتُ تُوَيْتٍ أَخْرَجَهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ فِي كِتَابِ قِيَامِ اللَّيْلِ لَهُ فَيحمل على أَنَّهَا كَانَت أَو لَا عِنْدَ عَائِشَةَ فَلَمَّا دَخَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ قَامَتِ الْمَرْأَةُ كَمَا فِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ الْآتِيَةِ فَلَمَّا قَامَتْ لِتَخْرُجَ مَرَّتْ بِهِ فِي خِلَالِ ذَهَابِهَا فَسَأَلَ عَنْهَا وَبِهَذَا تَجْتَمِع الرِّوَايَات تَنْبِيه قَالَ بن التِّينِ لَعَلَّهَا أَمِنَتْ عَلَيْهَا الْفِتْنَةَ فَلِذَلِكَ مَدَحَتْهَا فِي وَجْهِهَا قُلْتُ لَكِنَّ رِوَايَةَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا مَا ذَكَرَتْ ذَلِكَ إِلَّا بَعْدَ أَنْ خَرَجَتِ الْمَرْأَةُ أَخْرَجَهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ طَرِيقِهِ وَلَفْظُهُ كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ فَلَمَّا قَامَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَذِهِ يَا عَائِشَةُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ فُلَانَةُ وَهِيَ أَعْبَدُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

أَي السراع قَالَه مُجَاهِد قَوْله كأجاويد الْخَيل أجاويد جمع جيد وَهُوَ الْأَصِيل فِيهَا قَوْله جائزته يَوْم وَلَيْلَة قيل مَا يجوز بِهِ ويكفيه قَوْله لَا نجيز الْبَطْحَاء إِلَّا شدا من أجَاز الْوَادي إِذا قطعه وَمِنْهُ فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ أَي أول من يجوز قَوْله قبل أَن تجيزوا على أَي تكملوا قَتْلِي قَوْله أجيزوا الْوَفْد أَي أعطوهم الْجَائِزَة قَوْله أَن يجيزا بني بِوَاحِد من الْخمسين أَي يفتديه قَوْله فليتجوز أَي ليسرع قَوْله يشق على اجتيازه أَي الْمُضِيّ فِيهِ قَوْله حتي يَجِيش أَي يفور أَو يندفق قَوْله جيفة بِالْكَسْرِ الْمَيِّت الَّذِي أنتن وَقَوله الْجِيَف بِالْكَسْرِ وَفتح الْيَاء هُوَ الْجمع وَقَوله قد جيفوا أَي صَارُوا جيفا قَوْله فوجدوا الْجَام هُوَ إِنَاء مَعْرُوف من فضَّة أَو غَيرهَا وَهُوَ مستدير لَا قَعْر لَهُ غَالِبا حرف الْحَاء
(

فصل ح ب)
قَوْلُهُ حِبَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَسْرِ أَوله أَي محبوبه قَوْله بحبيبتيه أَي بِعَيْنيهِ قَوْله الْحبَّة السَّوْدَاء بِفَتْح أَوله فسرت فِي الحَدِيث الشونيز وَهِي فِي الْعرف الْآن أشهر من الشونيز وَحكى الْحَرْبِيّ عَن الْحسن أَنَّهَا الْخَرْدَل قَوْله كَمَا تنْبت الْحبَّة بِكَسْر أَوله قَالَ الْفراء هِيَ بزر البقل الْبري وَقَالَ أَبُو عَمْرو نبت ينْبت فِي الْحَشِيش وَقيل مَا كَانَ فِي النَّبَات لَهُ اسْم فواحده حَبَّة بِالْفَتْح وَمَا لَا اسْم لَهُ حَبَّة بِالْكَسْرِ وَقَوله حَبَّة من خَرْدَل بِالْفَتْح وَاحِدَة الْحبّ قَوْله لم يكن لَهُم يَوْمئِذٍ حب يَعْنِي حِنْطَة وَكَذَا قَوْله حب الحصيد قيل الْحِنْطَة وَقيل أَعم قَوْله برد حبرَة بِكَسْر أَوله وَفتح ثَانِيه من التحبير وَهُوَ التزيين وَالْمرَاد هُنَا عصب الْيمن وَقَوله لَا ألبس الحبير قيل هُوَ مثله وَقيل هُوَ ثوب وشى مخطط وَقيل جَدِيد قَوْله حبر الْعَرَب بِفَتْح أَوله وكسره أَي عالمهم وَقَوله كَعْب الْأَحْبَار أَي الْعَالم وَقيل سمي بذلك للحبر الَّذِي يكْتب بِهِ وَقَالَ الشَّاعِر والعالم الْمَدْعُو حبرًا إِنَّمَا سَمَّاهُ باسم الحبر حمل المحبر قَوْله حَبسه الْقُرْآن أَي مَنعه من الْخُرُوج مِنْهَا قَالَ فِي الأَصْل يَعْنِي قَوْله خَالِدين فِيهَا قَوْله لَعَلَّهَا تحبسنا أَي تَمْنَعنَا وَكَذَا قَوْله فحبسه بعد مَا أُقِيمَت الصَّلَاة قَوْله جمعُوا لَك الْأَحَابِيش تقدم فِي فصل اح قَوْله مَا يقتل حَبطًا يُقَال حبطت الدَّابَّة إِذا أكلت المرعى حتي تنتفخ بَطنهَا فتموت وَقَوله حَبط عمله أَي بَطل قَوْله وَالسَّمَاء ذَات الحبك أَي محتبكة بالنجوم وَقَالَ فِي الأَصْل يَعْنِي استواءها وحسنها قَوْله حبائل اللُّؤْلُؤ كَذَا لجَمِيع الروَاة فِي جَمِيع الْمَوَاضِع إِلَّا فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء لغير الْمروزِي فَقَالُوا جنابذ وَقد تقدم فِي الْجِيم قَالَ جمَاعَة حبائل تَصْحِيف من جنابذ وَقَالَ بن حزم لَا أعرف حبائل وَلَا جنابذ وَفسّر غَيره جنابذ بالقباب كَمَا تقدم وَقَالَ عِيَاض يحْتَمل أَن يُرِيد بالحبائل القلائد والعقود وَالْحَبل هُوَ الطَّوِيل من الرمل أَو يُرِيد جمع حبلة وَهُوَ ضرب من الْحلِيّ مَعْرُوف وَتعقبه بن قرقول فَقَالَ الحبائل إِنَّمَا يكون جمع حبالة أَو حبيلة لَا جمع حَبل وَلَا حبلة وَقَالَ صَاحب النِّهَايَة يحْتَمل أَن يكون حبائل جمع حَبل على غير قِيَاس وَالله أعلم قَوْله نهي عَن بيع حَبل الحبلة بتحريك الموحدتين وبتحريك الأول وتسكين الثَّانِي فسره فِي رِوَايَة مَالك عَن نَافِع بِبيع الْجَزُور إِلَى أَن تنْتج النَّاقة ثمَّ تنْتج الَّتِي فِي بَطنهَا وَفِي رِوَايَة جوَيْرِية عَن نَافِع كَذَلِك وَأبْهم الْمُفَسّر فِي رِوَايَة عبيد الله عَن نَافِع وَقيل هُوَ شِرَاء نتاج

اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست