قَوْله
[4231] تنهسه قَالَ فِي اللمعات وَعبر عَن عرُوض الافة بالنهس وَهُوَ لدغ ذَات السم مُبَالغَة فِي الْإِصَابَة وَتَأمل الْإِنْسَان بهَا وَاكْتفى بِذكر الاعراض والافات لِأَن الْغَالِب موت الْإِنْسَان بالامراض وان تجَاوز عَنهُ هَذِه الافات وَلم يمت بِالْمَوْتِ الا مراضي فَلَا بُد ان يَمُوت بِالْمَوْتِ الطبيعي وَقَالُوا الأمل مَذْمُوم الا للْعُلَمَاء فَإِنَّهُ لَوْلَا املهم وَطوله لما صنفوا واجتهدوا فِي تَحْصِيل الْكتب وَنَحْوه وَلَا حَاجَة الى هَذَا الِاسْتِثْنَاء لِأَن المذموم طول الأمل على سَبِيل الْجَزْم واما بطرِيق الظَّن فَلَا انْتهى مُخْتَصرا
قَوْله
[4233] قلب الشَّيْخ شَاب الخ قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مجَاز واستعارة وَمَعْنَاهُ ان قلب الشَّيْخ كَامِل الْحبّ لِلْمَالِ محبتكم فِي ذَلِك كاحتكام قُوَّة الشَّاب فِي شبابه هَذَا صَوَابه وَقيل تَفْسِيره غير هَذَا مِمَّا لَا يرتضي وَقَوله وتشب فِي الحَدِيث الَّاتِي بِفَتْح التَّاء وَكسر شين وَهُوَ بِمَعْنى قلب الشَّيْخ شَاب على حب اثْنَتَيْنِ انْتهى
قَوْله
[4235] لَو ان لِابْنِ ادم واديين لاخ قَالَ النَّوَوِيّ فِي ذمّ الْحِرْص على الدُّنْيَا وَحب المكاثرة بهَا وَالرَّغْبَة فِيهَا وَمعنى لَا يمْلَأ جَوْفه الا التُّرَاب انه لَا يزَال حرصا على الدُّنْيَا حَتَّى يَمُوت ويمتلئ جَوْفه من تُرَاب قَبره وَهَذَا الحَدِيث خرج على حكم غَالب بني ادم فِي الْحِرْص على الدُّنْيَا وَيُؤَيِّدهُ قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَتُوب الله على من تَابَ وَهُوَ مُتَعَلق بِمَا قبله وَمَعْنَاهُ ان الله يقبل التَّوْبَة من الْحِرْص المذموم وَغَيره من المذمومات انْتهى
قَوْله وَلَا يمْلَأ نَفسه الا التُّرَاب قَالَ الْكرْمَانِي أَي لَا يزَال حَرِيصًا على الدُّنْيَا حَتَّى يَمُوت ويمتلئ جَوْفه من تُرَاب قَبره انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ يَعْنِي انهم مجبولون على حب المَال لَا يشْبع مِنْهُ الا من عصمه الله بِتَوْفِيق التَّوْبَة عَن هَذِه الجبلة يُرِيد ان إِزَالَته مُمكن بتوفيقه قَوْله وَيَتُوب الله على من تَابَ أَي يوفقه للتَّوْبَة أَو يرجع عَلَيْهِ من التَّشْدِيد الى التَّخْفِيف أَو يرجع عَلَيْهِ بقوله أَي من تَابَ من الْحِرْص المذموم وَغَيره من المذمومات انْتهى
قَوْله وَلَا يمْلَأ نَفسه الا التُّرَاب أَي الْقَبْر فَإِنَّهُ هَادِم لجَمِيع الْأَمَانِي والاغراض وَهَذَا الحَدِيث خرج على حكم غَالب بني ادم فِي الْحِرْص على الدُّنْيَا وَيُؤَيِّدهُ قَوْله وَيَتُوب الله على من تَابَ (إنْجَاح الْحَاجة)
قَوْله
[4237] يَدُوم عَلَيْهِ صَاحبه قَالَ الْكرْمَانِي الدَّائِم ان يَأْتِي كل يَوْم أَو كل شهر بِحَسب مَا يُسمى دواما عرفا لَا شُمُول الازمان فبالدوام رُبمَا يَنْمُو الْقَلِيل حَتَّى يزِيد على الْكثير الْمُنْقَطع اضعافا كَثِيرَة انْتهى
قَوْله
اسم الکتاب : شرح سنن ابن ماجه للسيوطي وغيره المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 312