اسم الکتاب : شرح سنن ابن ماجه للسيوطي وغيره المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 299
[4077] مُنْذُ ذَرأ الله أَي خلق الله وَمِنْه الذُّرِّيَّة نسل الثقلَيْن كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)
قَوْله فَأَنا حجيج أَي محاجه ومغالبه بِإِظْهَار الْحجَّة عَلَيْهِ وَالْحجّة الدَّلِيل والبرهان حاججته حجاجا ومحاجة فالنا محاج وحجيج فَإِن قيل أَو لَيْسَ قد ثَبت فِي الصَّحِيح انه يخرج بعد خُرُوج الْمهْدي وان عِيسَى يقْتله وَغَيرهَا من الوقائع الدَّالَّة على انه لَا يخرج فِي زَمَنه فَمَا معنى وان يخرج وانا بَين ظهرانيكم قلت هُوَ تورية للتخزيف ليلجئوا الى الله من شَره وينالوا فَضله أَو يُرِيد عدم علمه بِوَقْت خُرُوجه كَمَا انه لَا يدْرِي مَتى السَّاعَة (فَخر)
قَوْله كَمَا تَنْفِي الْكِير هُوَ بِالْكَسْرِ كير الْحداد وَهُوَ الْمَبْنِيّ من الطين وَقيل زق ينْفخ بِهِ النَّار وَالنَّبِيّ الكور وَقَالَ الزَّرْكَشِيّ أَرَادَ المنفخ فَهُوَ يَنْفِي عَن النَّار الدُّخان حَتَّى يبْقى خَالص الْجَمْر وان أَرَادَ الْموضع الْمُشْتَمل على النَّار فَهُوَ لشدَّة حرارته ينْزع خبث الْحَدِيد وَيخرج خُلَاصَة ذَلِك وَالْمَدينَة لشدَّة الْعَيْش وضيق الْحَال تخلص النَّفس من شهواتها فَإِن قيل مشبه بِهِ الْكِير أَو صَاحب الْكِير قلت ظَاهر اللَّفْظ انه الْكِير وَالْمُنَاسِب للتشبيه انه صَاحبه انْتهى وَقَالَ القَاضِي هُوَ مُخْتَصّ بزمنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يصبر على الْهِجْرَة وَالصَّبْر مَعَه الا الْمُؤْمِنُونَ واما المُنَافِقُونَ وجهلة الاعراب فَلَا ورد ان الدَّجَّال يقْصد الْمَدِينَة فترجف الْمَدِينَة ثَلَاث رجفات يخرج الله مِنْهَا كل مُنَافِق وَكَافِر وَيحْتَمل انه فِي ازمان مُتَفَرِّقَة (فَخر)
قَوْله الا قَالَ يَا عبد الله هَذِه الْجُمْلَة بدل من جملَة الِاسْتِثْنَاء السَّابِقَة وَهُوَ قَوْله الا انطق الله والمستثنى مِنْهُ قَوْله فَلَا يبْقى شَيْء من خلق الله (إنْجَاح)
قَوْله وان أَيَّامه أَرْبَعُونَ سنة هَذَا يُخَالف مَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة ان مكثه فِي الأَرْض أَرْبَعُونَ يَوْمًا يَوْم كَسنة الخ وان صَحَّ هَذِه الرِّوَايَة فَالْمُرَاد مِنْهُ انه بِاعْتِبَار لهَذَا الزَّمَان بالسرعة أَيَّامًا وَبِاعْتِبَار غرُوب الشَّمْس وطلوعها وَلَو فِي زمن قَلِيل سَمَّاهُ سِنِين وَلِهَذَا لم يعْتَبر فِي أَدَاء الصَّلَاة قصر الْوَقْت وَطوله بَين الزَّمَان الْمَعْهُود سَابِقًا أَعم من ان تقصر الْأَيَّام أَو تطول لِأَن خرق الْعَادة لَا دخل لَهَا فِي إِزَالَة حكم الشَّرِيعَة فَلَو فرض مثلا ان يتَكَرَّر بِحَيْثُ ترجع الشَّمْس من مغْرِبهَا بعد أَدَاء الصَّلَاة لَا يتَكَرَّر فَرضِيَّة أَدَاء الْمغرب فَفِي دورة الدَّجَّال تخرق فِي مُرُور الزَّمَان حينا بطول الْيَوْم وحينا بقصره وَالله اعْلَم وَقَالَ الْقَارِي مَحْمُول على سرعَة الِانْقِضَاء كَمَا ان مَا سبق من قَوْله يَوْم كَسنة مَحْمُول على ان الشدَّة فِي غَايَة الِاسْتِقْصَاء على انه يُمكن اختلافه باخْتلَاف الْأَحْوَال وَالرِّجَال (إنْجَاح)
قَوْله وَيَضَع الْجِزْيَة أَي يحمل النَّاس على دين الْإِسْلَام فَلَا يبْقى ذمِّي يُؤَدِّي الْجِزْيَة وَقيل أَي لَا يبْقى فَقير
للكثرة الْأَمْوَال فَلَا تُؤْخَذ الْجِزْيَة لِأَنَّهَا انما شرعت مصالحنا وَقيل أَي وضع الْجِزْيَة على كل الْكفَّار وَصَارَ كلهم ذمَّة وَيَضَع الْحَرْب اوزارها وَالْأول الصَّوَاب لقَوْله اقرأوا ان شِئْتُم وان من أهل الْكتاب الا ليُؤْمِنن بِهِ قبل مَوته أَي مَا مِنْهُم فِي زمَان عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام الا امن بِهِ وَقيل ضمير مَوته لَاحَدَّ أَي كل أحد مِنْهُم مُؤمن بِعِيسَى وَقت مَوته حَال مُشَاهدَة صدقه عِنْد النزع وَلَكِن لَا يَنْفَعهُ ايمانه قَالَه فِي النِّهَايَة وَالنَّوَوِيّ
قَوْله وَيتْرك الصَّدَقَة أَي يتْرك اخذ الصَّدَقَة لِكَثْرَة المَال وغناء الْفُقَرَاء وَالظَّاهِر انه أَرَادَ ان عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام لَا يبْعَث ساعيا لأجل اخذ الصَّدقَات كَمَا هُوَ مُتَعَارَف الْيَوْم بَان يبْعَث الامام عَاملا وساعيا على أهل الصَّدقَات لَا ان الزَّكَاة لَا تجب على الاغنياء لِأَن هَذَا نسخ للشريعة المحمدية صلوَات الله تَعَالَى وَسَلَامه على صَاحبهَا والى مَا قُلْنَا يُشِير قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا يسْعَى على شَاة وَلَا بعير (إنْجَاح)
قَوْله كل ذَات حمة أَي ذَات سم كالحية وَالْعَقْرَب وَقَوله تسلب قُرَيْش ملكهَا أَي من أَيدي الْكَفَرَة والظلمة لِأَن الْمهْدي عَلَيْهِ السَّلَام من سلالة قُرَيْش إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
[4078] فيكسر الصَّلِيب قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ بِفَتْح صَاد هُوَ المربع من الْخشب لِلنَّصَارَى يدعونَ ان عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام صلب على خَشَبَة على تِلْكَ الصُّورَة والتصاليب التصاوير كالصليب لِلنَّصَارَى ابطالا لشريعة النَّصَارَى انْتهى
قَوْله موثر بن عفازة فِي التَّقْرِيب هُوَ بِضَم أَوله وَسُكُون الْوَاو وَكسر الْمُثَلَّثَة بن عفازة بتفح الْمُهْملَة والفا ثمَّ زائ أَبُو الْمثنى الْكُوفِي مَقْبُول من الثَّالِثَة
قَوْله قد عهد الى فِيمَا دون وجبتها الوجبة السقطة مَعَ الهدة كَذَا فِي الْقَامُوس وَتطلق على وُقُوع الشَّيْء بَغْتَة وَجَبت الشَّمْس أَي وَقعت وغربت وَالْمرَاد انه عهد الى فِي نزولي الى الأَرْض قبل وُقُوع السَّاعَة بِزَمن يسير (إنْجَاح)
قَوْله فَأنْزل فاقتله قَالَ القَاضِي نزُول عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَقَتله الدَّجَّال حق صَحِيح عِنْد أهل السّنة للآحاديث الصحية فِي ذَلِك وَلَيْسَ فِي الْعقل وَلَا فِي الشَّرْع مَا يُبطلهُ فَوَجَبَ إثْبَاته وَأنكر ذَلِك بعض الْمُعْتَزلَة والجهمية وَمن وافقهم وَزَعَمُوا ان هَذِه الْأَحَادِيث مَرْدُودَة بقوله تَعَالَى وَخَاتم النَّبِيين وَبِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نَبِي بعدِي وباجماع الْمُسلمين على انه لَا نَبِي بعد نَبينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وان شَرِيعَته مؤيدة الى يَوْم الْقِيَامَة لَا تنسخ وَهَذَا اسْتِدْلَال فَاسد لِأَنَّهُ لَيْسَ المُرَاد بنزول عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام انه ينزل نَبيا بشرع ينْسَخ شرعنا وَلَا فِي هَذِه الْأَحَادِيث وَلَا فِي غَيرهَا شَيْء من هَذَا بل صحت الْأَحَادِيث فِي الصِّحَاح وَغَيرهَا انه ينزل حكما مقسطا بِحكم شرعنا وَيحيى من أُمُور شرعنا مَا هجره النَّاس انْتهى
قَوْله
اسم الکتاب : شرح سنن ابن ماجه للسيوطي وغيره المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 299