[3961] يصبح الرجل مُؤمنا ويمسي كَافِرًا أَي يصبح محرما لدم أَخِيه وَعرضه وَمَاله ويمسي مستحلا لَهُ (إنْجَاح)
قَوْله الْقَاعِد فِيهَا خير من الْقَائِم الخ قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ بَيَان عَظِيم خطرها والحث على تجنبها والهرب مِنْهَا وَمن التَّسَبُّب فِي شَيْء وان شَرها وفتنتها يكون على حسب التَّعَلُّق بهَا انْتهى
قَوْله واضربوا بسيوفكم الْحِجَارَة قَالَ النَّوَوِيّ قيل المُرَاد كسر السَّيْف حَقِيقَة على ظَاهر الحَدِيث ليسد على نَفسه بَاب هَذَا الْقِتَال وَقيل هُوَ مجَاز وَالْمرَاد ترك الْقِتَال وَالْأول صَحَّ وَهَذَا الحَدِيث وَالْأَحَادِيث قبله مِمَّا يحْتَج بِهِ من لَا يرى الْقِتَال فِي الْفِتْنَة لكل حَال وَقد اخْتلف الْعلمَاء فِي ذَلِك الْفِتْنَة فَقَالَ الطَّائِفَة لَا يُقَاتل الْمُسلمين وان دخلُوا عَلَيْهِ بَيته وطلبوا قَتله فَلَا يجوز لَهُ المدافعة عَن نَفسه لِأَن الطَّالِب متأول وَهَذَا مَذْهَب أبي بكرَة الصَّحَابِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَغَيره وَقَالَ بن عمر وَعمْرَان بن الْحصين وَغَيرهمَا رَضِي الله عَنْهُم لَا يدْخل فِيهَا لَكِن ان قصدُوا قَتله دفع عَن نَفسه فهذان المذهبان متفقان على ترك الدُّخُول فِي جَمِيع فتن الْإِسْلَام وَقَالَ مُعظم الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَعَامة عُلَمَاء الْإِسْلَام يجب نصر الْحق فِي الْفِتَن وَالْقِيَام مَعَه لمقاتلة الباغين كَمَا قَالَ الله تَعَالَى فَقَاتلُوا الَّتِي تبغي الْآيَة وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح وتتأول الْأَحَادِيث على من لم يظْهر لَهُ الْحق أَو على طائفتين ظالمتين لَا تَأْوِيل لوَاحِدَة مِنْهُمَا وَلَو كَانَ كَمَا قَالَ الاولون لظهر الْفساد واستطال أهل الْبَغي والمبطلون وَالله أعلم انْتهى