اسم الکتاب : شرح سنن ابن ماجه للسيوطي وغيره المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 200
[2780] ستفتح عَلَيْكُم قَالَ الشَّوْكَانِيّ فِي هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ بن ماجة فِي سنَنه عَن أنس مَرْفُوعا وَفِي إِسْنَاده دَاوُد بن المحبر وَهُوَ وَضاع وَفِي إِسْنَاده ضَعِيف ومتروك اخر أَيْضا وَقد أوردهُ بن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات فَأصَاب وَلَعَلَّ هَذَا الحَدِيث هُوَ الَّذِي يُقَال ان فِي سنَن بن ماجة حَدِيثا مَوْضُوعا (إنْجَاح)
قَوْله ستفتح عَلَيْكُم الحَدِيث أوردهُ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين وَقَالَ مَشْهُور رَوَاهُ عَن دَاوُد جمَاعَة مِنْهُم الْحَارِث بن أبي أُسَامَة وَإِسْمَاعِيل بن رَاشد وَإِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد وَسليمَان بن خلال أَبُو خَلاد الْمُؤَدب وأودعه الامام بن ماجة فِي سنَنه والحفاظ يقربون كِتَابه بالصحيحين وَسنَن أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ ويحتجون بِمَا فِيهِ وَرَوَاهُ عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم عَن أَبِيه عَن إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد عَن دَاوُد لَكِن يَحْكِي تَضْعِيف دَاوُد عَن أَحْمد وعَلى بن الْمَدِينِيّ وَأبي زرْعَة وَأبي حَاتِم وَالربيع بن صبيح بِفَتْح الضَّاد يرْوى عَنهُ الثَّوْريّ ووكيع وَأَبُو نعيم وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَفِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل لِابْنِ أبي حَاتِم ان أَحْمد وَأَبا زرْعَة اثنيا عَلَيْهِ وَيحيى بن معِين ضعفه انْتهى والْحَدِيث اورد بن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق بن ماجة وَقَالَ مَوْضُوع وَدَاوُد وَضاع وَالربيع ضَعِيف وَيزِيد مَتْرُوك وَقَالَ الْمزي هُوَ حَدِيث مُنكر لَا يعرف الا من رِوَايَة دَاوُد (زجاجة)
[2781] قَالَ أَبُو عبد الله بن ماجة الخ ظَاهره ان المعاتب هُوَ جاهمة لَكِن الصَّحِيح ان المعاتب هُوَ عَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ وَأَبوهُ كَمَا اخْرُج مُسلم عَن رَافع بن خديج قَالَ أعْطى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا سُفْيَان بن حَرْب وَصَفوَان بن أُميَّة وعيينة بن حصن والاقرع بن حَابِس كل انسان مِنْهُم مائَة من الْإِبِل وَأعْطى عَبَّاس بن مرداس دون ذَلِك فَقَالَ عَبَّاس بن مرداس اتجعل نَهْبي وَنهب العبيد بَين عُيَيْنَة والاقرع فَمَا كَانَ بدور لَا حَابِس يَفُوقَانِ مرداس فِي الْمجمع وَمَا كنت دون امْرأ مِنْهُمَا وَمن يخْفض الْيَوْم لَا يرفع قَالَ فَأَتمَّ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائَة وَالْعَبِيد اسْم فرس عَبَّاس (إنْجَاح)
قَوْله
[2782] فَارْجِع إِلَيْهِمَا الخ قَالَ فِي در الْمُخْتَار لَا يفْرض الْجِهَاد على صبي وَبَالغ لَهُ ابوان أَو أَحدهمَا لِأَن طاعتهما فرض عين وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للْعَبَّاس بن مرداس لما أَرَادَ الْجِهَاد الزم أمك فَإِن الْجنَّة عِنْد رجل أمك قلت الصَّوَاب ان السَّائِل هُوَ مُعَاوِيَة بن جاهمة السّلمِيّ أَو أَبوهُ جاهمة كَمَا فِي الرِّوَايَتَيْنِ السابقتين وَالْغَالِب على الظَّن ان السَّائِل جاهمة لِأَن مُعَاوِيَة صحبته مُخْتَلف فِيهَا وجاهمة صَحَابِيّ وَالله أعلم (إنْجَاح)
قَوْله
[2784] وانا الْغُلَام الْفَارِسِي قد علم من هَذَا ان الانتساب الى الْجَاهِلِيَّة غير مَحْمُود فَإِن أهل فَارس كَانُوا مُشْرِكين وَالْأَنْصَار شعار النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْبَغِي لكل مُسلم ان لَا يفتخر بِأَهْل الْجَاهِلِيَّة وَعلم مِنْهُ أَيْضا ان الْأَنْصَارِيَّة لَيست مُخْتَصَّة بأوس وخزرج بل كل نصر الْإِسْلَام فَهُوَ أَنْصَارِي وَإِنَّمَا صَارَت الشُّهْرَة بِهَذَا اللقب لِلْأَوْسِ والخزرج للغلبة (إنْجَاح)
قَوْله
[2786] الْخَيْر مَعْقُود بنواصي الْخَيل وَفِي رِوَايَة الْمُسلم معقوص ومعناهما ملوي مظفور فِيهَا وَالْمرَاد بالناصية هَهُنَا الشّعْر المسترسل على الْجَبْهَة قَالَ الْخطابِيّ وَغَيره قَالُوا وكنى بالناصية عَن جَمِيع ذَات الْفرس يُقَال فلَان مبارك الناصية ومبارك الْغرَّة أَي الذَّات وَفِي هَذِه الْأَحَادِيث اسْتِحْبَاب رِبَاط الْخَيل واقتنائها للغزو وقتال اعداد الله وان فَضلهَا وَخَيرهَا وَالْجهَاد بَاقٍ الى يَوْم الْقِيَامَة وَأما الحَدِيث الآخر ان الشوم قد يكون فِي الْفرس فَالْمُرَاد بِهِ غير الْخَيل الْمعدة للغزو وَنَحْوه أَو ان الْخَيْر والشوم يَجْتَمِعَانِ فِيهَا فَإِنَّهُ فسر الْخَيْر بِالْأَجْرِ والمغنم لَا يمْتَنع مَعَ هَذَا ان يكون الْفرس مِمَّا يتشاءم بِهِ (نووي)