اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 482
ولكن الساعة لها إمارات، كما قال الله تعالى: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا) (محمد: من الآية18) ، أي: علاماتها. ولهذا لما اخبر النبي صلي الله عليه وسلم جبريل إن لا علم له بذلك قال: ((فاخبرني عن إماراتها)) أي: علاماته الدالة علي قربها. فقال: ((إن تلد الأمة ربتها، وان تري الحفاة العراة العالة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان)) الأول:
((إن تلد الأمة ربتها)) يعني: إن تكون الأمة المملوكة تتطور بها الحال حتى تكون ربة للمماليك الآخرين، وهو كناية عن كثرة الأموال. وكذلك الثاني: ((وان تري الحفاة العراة العالة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان)) الحفاة: الذين ليس لهم نعال من الفقر، والعراة: ليس لهم كسوة من الفقر، العالة: الفقراء. يتطاولون في البنيان: يعني انهم لا يلبثون إلا إن يكونوا أغنياء يتطاولون في البنيان حسا بان يرفعوا بنيانهم إلى السماء، ويتطاولون فيها معني إن يحسنوها ويزينوها ويدخلوا عليها كل ما يكون من مكملاتها، لان لديهم وفرة من المال. وكل هذا وقع، وهناك إمارات أخرى وعلامات أخرى ذكرها أهل العلم في باب الملاحم والفتن وأشرط الساعة وهي كثيرة. ثم انطلق جبريل_ عليه الصلاة والسلام_ ولبثوا ما شاء إن يلبثوا، ثم قال النبي صلي الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: ((أتدرى من السائل؟ قال: الله ورسوله اعلم!)) قال: ((فانه جبريل آتكم ليعلمكم دينكم)) . وفي هذا الحديث من الفوائد:
اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 482