responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين    الجزء : 1  صفحة : 481
العمل وأحكامه. ((فان لم تكن تراه فانه يراك)) أي: فان لم تعبد الله علي هذا الوصف فاعبده علي سبيل المراقبة والخوف ((فانه يراك)) ومعلوم إن عبادة الله علي وجه الطلب اكمل من عبادته علي وجه الهرب! فها هنا مرتبتان: المرتبة الأولى: إن تعبد الله كأنك تراه، وهذه مرتبة الطلب. والثانية: إن تعبد الله وأنت تعلم انه يراك، وهذه مرتبة الهرب، وكلتاهما مرتبتان عظيمتان، لكن الأولى اكمل وافضل. ثم قال جبريل: ((اخبرني عن الساعة)) ، أي: عن قيام الساعة التي يبعث فيها الناس ويجازون فيها علي أعمالهم، فقال النبي صلي الله عليه وسلم: ((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)) ، المسؤول عنها: يعني نفسه عليه الصلاة والسلام، بأعلم من السائل: يعني جبريل، يعني: انك إذا كنت يا جبريل تجهلها، فأنا
كذلك أجهلها. فهذان رسولان كريمان أحدهما رسول ملكي، والثاني رسول بشري، وهما اكمل الرسل، ومع ذلك فكل منهما ينفي إن يكون له علم بالساعة، لان علم الساعة عند من بيده إقامتها عز وجل، وهو الله تبارك وتعالى، كما قال الله في آيات متعددة: (يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي) (لأعراف: من الآية187) ، (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ) (الأحزاب: من الآية63) ، فعلمها عند الله، فمن ادعي علم الساعة فانه كاذب، ومن أين له إن يعلم ورسول الله صلي الله عليه وسلم لا يعلم، وجبريل_ عليه الصلاة والسلام_ لا يعلم، وهما افضل الرسل.

اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين    الجزء : 1  صفحة : 481
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست