اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 478
وقوله عليه الصلاة والسلام: ((خيره وشره)) : الخير ما ينتفع به الإنسان ويلائمه، من علم نافع، ومال واسع طيب، وصحة، وأهل وبنين وما أشبه ذلك. والشر ضد ذلك، من الجهل والفقر والمرض وفقدان الأهل والأولاد وما أشبه هذا. كل هذا من الله سبحانه وتعالى، والخير والشر، فان الله سبحانه يقدر الخير لحكمة ويقدر الشر لحكمة، كما قال الله عز وجل: (? وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الأنبياء: من الآية35) . فإذا علم الله إن من الخير والحكمة إن يقدر الشر قدره لمل يترتب عليه من المصالح العظيمة، كقوله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم: 41) . فإذا قال قائل: كيف تجمع بين قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((وان تؤمن بالقدر خيره وشره)) وقوله صلي الله عليه وسلم: ((الشر ليس إليك)) ، فنفي إن يكون الشر إليه؟ فالجواب علي هذا إن نقول: إن الشر المحض لا يكون بفعل الله أبدا، فالشر المحض الذي ليس فيه خيرا لا حالا ولا مالا لا يمكن إن يوجد في
فعل الله أبدا، هذا من وجه، لأنه حتى الشر الذي قدره الله شرا لابد إن
اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 478