اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 475
فالجواب: بلي قد جاء هذا، ولكن الإنسان الذي قد بسط له في رزقه ونسئ له في أثره من اجل الصلة، قد كتب انه سيصل رحمه، وانه سيبسط له في الرزق، وانه سينسى له في الأثر، لابد إن يكون الآمر هكذا، ولكن الرسول_ عليه الصلاة والسلام_ قال: ((من احب إن يبسط له في رزقه وينسى له في أثره)) الحديث، من اجل إن نبادر ونسارع في صلة الرحم، وإلا فهو مكتوب إن الرجل سوف يصل رحمه ويحصل له هذا الثواب، أو انه لن يصل رحمه ويحرم من هذا الثواب، أمر منته، لكن اخبرنا الرسول_ عليه الصلاة والسلام_
بهذا من اجل إن نحرص علي صلة الرحم. واعلم إن الكتابة في اللوح المحفوظ يعقبها كتابات آخر. منه: إن الجنين في بطن أمه إذا تم له أربعة اشهر أرسل الله إليه ملكا موكلا بالأرحام فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، واجله، وعمله، وشقي أم سعيد، فيكتب ذلك، وهذه الكتبة غير الكتابة في اللوح المحفوظ، هذه كتابة في مقتبل عمر الإنسان، ولهذا يسميها العلماء: الكتابة العمرة، يعني نسبة العمر. كذلك: هناك كتابة أخرى تكون في كل سنة، وهي في ليلة القدر، فان ليلة القدر يكتب الله فيها ما يكون في تلك السنة، كما قال الله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان: 4، 3) ، ((يفرق)) أي: يبين ويفصل، ولهذا سميت ليلة القدر.
اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 475