اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 473
الله_ سبحانه وتعالى_ أن أعطاهم لا ينقطع، أما أهل النار فلما كانوا يتقلبون بعدل الله قال: (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) فلا معقب لحكمه وقد أراد أن يكون أهل النار في النار، فهو يفعل ما يريد. هذا هو الفرق بين أهل النار وأهل الجنة، فأهل الجنة عطاؤهم غير مجذوذ، وأم أهل النار فانهم يتقلبون بعدل الله، والله سبحانه وتعالى فعال لما يريد. هذا الكلام فيما تيسر مما يتعلق بالإيمان باليوم الآخر. وقوله: ((وان تؤمن بالقدر خيره وشره)) هذا الركن السادس. والقدر: هو تقدير الله_ سبحانه وتعالى_ لما يكون يوم القيامة، وذلك أن الله_ سبحانه وتعالى_ خلق القلم فقال له اكتب! قال: ربي وما اكتب؟ قال: اكتب وهو كائن؟ فجري في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة، فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطاءه لم يكن ليصيبه، وقد ذكر الله هذا في كتابه إجمالا فقال: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ
إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحج: 70) وقال تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد: 22) ، من قبل أن نبراها أي: من قبل أن نخلقها، أي: من قبل أن نخلق الأرض، ومن قبل أن نخلق أنفسكم، ومن قبل أن نخلق المصيبة. فان الله كتب هذا من قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 473