اسم الکتاب : شرح أبي داود المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 163
" أحفوا الشوارب " [1] فمعناه: أحفوا ما طال على الشفتين، وذكر
أصحابنا أنه يقطع إلى أن يبقى قدر حاجبه.
قوله: " وإعفاء اللحية " إعفاؤها: إرسالها وتوفيرها؛ لأن بعض
الأعاجم كان من زيهم قص اللحى، وتوفير الشوارب، فندب- عليه
السلام- أمته إلى مخالفتهم، وأصله من عفى الشيء إذا كثر وزاد،
يقال: أعفيتُه وعفيتُه، وكذلك عفى الزرعُ، قال تعالى: (حتى
عفوْا) [2] أي: كثروا. وقد ذكر العلماء في اللحية اثني عشر خصلة
مكروهة، بعضها أشد قبحاً من بعض: أحدها: خضابها بالسواد، لا
لغرض الجهاد.
الثانية: خضابها بالصفرة تشبهاً بالصالحين، لا لاتباع السُنة.
الثالثة: تبييضها بالكبريت أو غيره، استعجالاً للشيخوخة، لأصل
الرياسة والتعظيم..
الرابعة: نتفها أول طلوعها، إيثاراً للمروءة وحسن الصورة.
الخامسة: نتف الشيب.
السادسة: تصفيفها طاقة فوق طاقة تصنعاً، لتستّحسنه النساء وغيرهن.
السابعة: الزيادة فيها، والنقص منها بالزيادة في شعر العذارين من
الصدغين، أو أخذ بعض العذار في حلق الرأس، ونتف جانبي العنْفقة (3)
وغير ذلك.
الثامنة: تسريحها تصنعاً لأجل الناس.
التاسعة: تركها شعثة منتفشة، إظهار للزهادة، وقلة المبالاة بنفسه.
العاشرة: النظر إلى سوادها أو بياضها إعجاباً وخيلاء، وغرة بالشباب،
وفخراً بالمشيب، وتطاولاً على الشباب. [1] مسلم: كتاب الطهارة، باب: خصال الفطرة (259/52) من حديث ابن عمر. [2] سورة الأعراف: (95) . (3) شعيرات بين الشفة السفلى والذقن.
اسم الکتاب : شرح أبي داود المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 163