responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفتن المؤلف : حنبل بن إسحاق    الجزء : 1  صفحة : 141
37 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْعَسْقَلَانِيُّ، أَخْبَرَنَا ضَمْرَةُ، حَدَّثَنَا السَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَكَانَ أَكْثَرُ خُطْبَتِهِ مَا حَدَّثَنَا عَنِ الدَّجَّالِ وَيُحَذِّرُنَاهُ فَكَانَ مِمَّا قَالَ: " لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَطُّ إِلَّا حَذَّرَهُ أُمَّتَهُ , وَأَنَا آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ , وَأَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ , وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَةَ , فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُ كُلِّ مُسْلِمٍ , وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ , وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ -[142]-. إِنَّهُ §يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةِ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ , فَيَعِيثُ يَمِينًا وَيَعِيثُ شِمَالًا , عِبَادَ اللَّهِ اثْبُتُوا , يَا عِبَادِ اللَّهِ اثْبُتُوا إِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ: أَنَا نَبِيٌّ وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي , ثُمَّ يَبْدَأُ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ وَلَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا , وَإِنَّهُ أَعْوَرُ وَلَيْسَ رَبُّكُمْ بِأَعْوَرَ , وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ يَقْرَأَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ. وَإِنَّ فِتْنَتَهُ أَنَّ مَعَهُ نَارًا وَجَنَّةً , فَنَارُهُ جُنَّةٌ , وَجَنَّتُهُ نَارٌ , فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ , وَلْيَسْتَعِنْ بِاللَّهِ , حَتَّى تَكُونَ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتْ بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ. وَإِنَّ فِتْنَتَهُ أَنَّ مَعَهُ شَيَاطِينَ تَتَمَثَّلُ فِي صُورَةِ نَاسٍ , فَيَأْتِي الْأَعْرَابِيَّ فَيَقُولُ لَهُ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ , فَيُمَثِّلُ شَيَاطِينَهُ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ , فَيَقُولَانِ: يَا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبَّكَ. وَإِنَّ فِتْنَتَهُ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلُهَا , ثُمَّ يُحْيِيهَا , وَلَنْ يَعُودَ بَعْدَ ذَلِكَ , وَلَا يَصْنَعُ ذَلِكَ بِنَفْسٍ غَيْرِهَا , وَيَقُولُ: انْظُرُوا عَبْدِي هَذَا , فَإِنِّي أَبْعَثُهُ الْآنَ , وَيَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي , فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ , وَأَنْتَ الدَّجَّالُ عَدُوُّ اللَّهِ -[143]-. وَإِنَّ فِتْنَتَهُ أَنْ يَقُولَ لِلْأَعْرَابِيِّ: إِنْ بَعَثْتُ لَكَ إِبِلَكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ , فَتَمَثَّلُ لَهُ الشَّيَاطِينُ عَلَى صُورَةِ إِبِلِهِ. وَإِنَّ فِتْنَتَهُ أَنْ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرُ , وَيَأْمُرَ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتُ. وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالْحَيِّ فَيُكَذِّبُونَهُ , فَلَا تَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ إِلَّا هَلَكَتْ , وَيَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيُصَدِّقُونَهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ , وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ فَتُنْبِتُ فَتَرُوحُ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ , وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ , وَأَدَرَّهُ ضُرُوعًا. وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا , فَيَوْمٌ كَالسَّنَةِ , وَيَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ , وَيَوْمٌ كَالشَّهْرِ , وَيَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ , وَيَوْمٌ كَالْجُمُعَةِ , وَيَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ , وَيَوْمٌ كَالْأَيَّامِ , وَيَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ , وَآخِرُ أَيَّامِهِ كَالشَّرَرَةِ فِي الْحَرِيرَةِ " , قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ الْجَرِيدَةِ - حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ , لَا يَبْلُغُ بَابَهَا الْآخَرَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ , قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ الْقِصَارِ؟ قَالَ: «تُقَدِّرُونَ فِيهَا كَمَا تُقَدِّرُونَ فِي الْأَيَّامِ الطِّوَالِ ثُمَّ تُصَلُّونَ -[144]-. وَإِنَّهُ لَا يَبْقَى شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ إِلَّا وَطِئَهُ وَغَلَبَ عَلَيْهِ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ , فَإِنَّهُ لَا يَأْتِيهِمَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهِمَا إِلَّا لَقِيَهُ مَلَكٌ مُصْلَتٌ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَنْزِلَ عِنْدَ الظَّرِبِ الْأَحْمَرِ عِنْدَ مُنْقَطِعِ السَّبَخَةِ مُجْتَمِعِ السُّيُولِ , ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ , لَا يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلَا مُنَافِقَةٌ إِلَّا خَرَجَ إِلَيْهِ , فَتَنْفِي يَوْمَئِذٍ الْخَبَثَ , كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ , وَيُدْعَى ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ الْخَلَاصِ» . قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ شَرِيكٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَأَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " بِأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ , ثُمَّ يَخْرُجُ حَتَّى يُحَاصِرَهُمْ وَإِمَامُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ صَالِحٌ يُقَالُ لَهُ: صَلِّ الصُّبْحَ , فَإِذَا كَبَّرَ وَدَخَلَ فِي الصَّلَاةِ نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِذَا رَآهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَرَفَهُ , فَيَرْجِعُ يَمْشِي الْقَهْقَرَى , لِيَتَقَدَّمَ عِيسَى , فَيَضَعُ عِيسَى يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ , فَيَقُولُ لَهُ: «صَلِّ فَإِنَّهَا أُقِيمَتْ لَكَ» , فَيُصَلِّي عِيسَى وَرَائِهِ , ثُمَّ يَقُولُ: «افْتَحِ الْبَابَ» , فَيُفْتَحُ -[145]- الْبَابُ مَعَ الدَّجَّالِ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيٍّ , وَكُلُّهُمْ ذُو سَاجٍ وَسَيْفٍ مُحَلًّى , فَإِذَا نَظَرَ إِلَى عِيسَى ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ فِي النَّارِ , وَالْمِلْحُ فِي الْمَاءِ , ثُمَّ يَخْرُجُ هَارِبًا فَيَقُولُ عِيسَى: «إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً وَلَنْ تَفُوتَنِي بِهَا» , فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلُهُ , فَلَا شَيْءَ مِمَّا خَلْقَهُ اللَّهُ يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيٌّ إِلَّا أَنْطَقَ اللَّهُ ذَلِكَ الشَّيْءَ , لَا شَجَرَةٌ وَلَا حَجَرٌ , وَلَا دَابَّةٌ إِلَّا قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ , هَذَا يَهُودِيٌّ فَاقْتُلْهُ , إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ. قَالَ: وَيَكُونُ عِيسَى فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا , وَإِمَامًا مُقْسِطًا، يَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَتْرُكُ الصَّدَقَةَ , وَلَا يَسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلَا بَعِيرٍ -[146]-. وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ , وَتُنْزَعُ حُمَةُ كُلِّ دَابَّةٍ , حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي الْحَنَشِ فَلَا تَضُرُّهُ، وَتَلْقَى الْوَلِيدَةُ الْأَسَدَ فَلَا يَضُرُّهَا , وَيَكُونُ فِي الْإِبِلِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا , وَيَكُونُ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا. تَمْلَأُ الْأَرْضُ مِنَ الْإِسْلَامِ , وَيُسَلِّمُ الْكُفَّارُ مُلْكَهَا , وَلَا يَكُونُ مُلْكٌ إِلَّا الْإِسْلَامُ. وَتَكُونُ الْأَرْضُ كَفَاثُورِ الْفِضَّةِ، تُنْبِتُ نَبَاتَهَا كَمَا كَانَتْ عَلَى عَهْدِ آدَمَ , فَيَجْتَمِعُ النَّفْرُ عَلَى الْقِطْفِ مِنَ الْعِنَبِ فَيُشْبِعُهُمْ , وَيَجْتَمِعُ النَّفْرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ , وَيَكُونُ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ , وَيَكُونُ الْفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَاتِ

اسم الکتاب : الفتن المؤلف : حنبل بن إسحاق    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست