responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العمدة من الفوائد والآثار الصحاح في مشيخة شهدة المؤلف : شُهْدة بنت أحمد    الجزء : 1  صفحة : 100
اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ نفَّس عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنَ الآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا دَامَ الْعَبْدُ فِي عون أخيه".

= 4- "وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كان العبد في عون أخيه":
وفي حديث ابن عمر: "ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته". وخرَّج الطبراني من حديث عمر مرفوًعا: "أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن: كسوت عورته، أو أشبعت جوعته، أو قضيت حاجته".
وبعث الحسن البصري قومًا من أصحابه في قضاء حاجة لرجل وقال لهم: مروا بثابت البناني فخذوه معكم، فأتوا ثابتًا فقال: أنا معتكف، فرجعوا إلى الحسن فأخبروه فقال: قولوا: يا أعمش، أما تعلم أن مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة؟ فرجعوا إلى ثابت، فترك اعتكافه وذهب معهم.
وخرج الإمام أحمد من حديث بنت لخباب بن الأرت قالت: خرج خباب في سرية، فكان النبي -صلى الله عليه وآله سلم- يتعاهدنا حتى يحلب عنزة لنا في جفنة لنا فتمتلئ حتى تفيض، فلما قدم خباب حلبها فعاد حلابها إلى ما كان.
وكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يحلب للحي أغنامهم، فلما استخلف قالت جارية منهم: الآن لا يحلبها، فقال أبو بكر: بلى وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله، أو كما قال.
وإنما كانوا يقومون بالحلاب؛ لأن العرب كانت لا تحلب النساء منهم وكانوا يسقبحون ذلك، وكان الرجال إذا غابوا احتاج النساء إلى من يحلب لهن. وقد رُوي عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال لقوم: "لا تسقوني حلب امرأة". وكان عمر يتعاهد الأرامل يستقي لهن الماء بالليل، ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة، فدخل إليها طلحة نهارًا، فإذا هي عجوز عمياء مقعدة فسألها: ما يصنع هذا الرجل عندكِ؟ قالت: هذا مذ كذا وكذا يتعاهدني يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى، فقال طلحة: ثكلتك أمك يا طلحة، أعورات عمر تتبع؟
وكان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهن كل يوم فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن.
وقال مجاهد: صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني.
وكان كثير من الصالحين يشترط على أصحابه أن يخدمهم في السفر. وصحب رجل قومًا في الجهاد فاشترط عليهم أن يخدمهم، وكان إذا أراد أحد منهم أن يغسل رأسه أو ثوبه قال: هذا من شرطي فيفعله، فمات فجردوه للغسل فرأوا على يده مكتوبًا: من أهل الجنة، فنظروا فإذا هي كتابة بين الجلد واللحم.
وفي الصحيحين عن أنس قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلًا في يوم حار أكثرنا ظلا صاحب الكساء، ومنا من يتقي الشمس بيده، قال: فسقط الصوَّام وقام المفطرون وضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم: "ذهب المفطرون اليوم بالأجر".
ويروى عن رجل من أسلم: أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أُتي بطعام في بعض أسفاره، فأكل منه وأكل أصحابه، وقبض الأسلمي يده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما لك؟ " قال: إني صائم، قال: "فما حملك على ذلك؟ " قال: كان معي ابنان يرحلان لي ويخدماني، فقال: "ما زال لهم الفضل عليك بعد".
وفي مراسيل أبي داود عن أبي قلابة أن ناسًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قدموا يثنون على صاحب لهم خيرًا. قالوا: ما رأينا مثل فلان قط، ما كان في =
اسم الکتاب : العمدة من الفوائد والآثار الصحاح في مشيخة شهدة المؤلف : شُهْدة بنت أحمد    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست