اسم الکتاب : المعجم الكبير من جـ 21 المؤلف : الطبراني الجزء : 21 صفحة : 55
بَابٌ
39 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا أبو نُعيمٍ، ثنا زكريّا بنُ أبي زائدةَ، قال: سمعتُ عامرًا يقولُ: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ، يقولُ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَراحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَطُّفِهِمْ [1] ، -[56]- كَمَثَلِ الْجَسَدِ؛ إِنِ اشْتَكَى عُضْوٌ [2] مِنْهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ [3] بالْحُمَّى والسَّهَرِ» .
[39] أخرجه الإمام أحمد (4/270 رقم 18375) ، والبخاري (6011) ، وابن منده في "الإيمان" (322) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7609) ، وفي "الآداب" (35) ، والبغوي في "شرح السنة" (3459) ؛ من طريق أبي نعيم، به.
وأخرجه الإمام أحمد (4/270 رقم 18373، و18380) ، ومسلم (2586) ، والسلمي في "آداب الصحبة" (1/39/2) ، والبيهقي في "السنن" (3/353) ، وفي "شعب الإيمان" (7608) ، وفي "الأربعون الصغرى" (1/150 رقم 91) ؛ من طريق زكريا، به. [1] كذا في الأصل، وفي مصادر التخريج: «وتعاطفهم» . والمعنى واحدٌ. وأصل عطف: مال. وعطف عليه وتعطَّف عليه: أشفق عليه ومال بالإحسان إليه. وتعاطفوا: عطف بعضهم على بعض، وفي صيغة «التفاعل» معنى المشاركة والتبادل. أما «وتعطُّفهم» فتحتاج إلى تقدير: «وتعطُّفِهم بعضِهم على بعضٍ» .
قال الحافظ ابن حجر: «قال ابن أبي جمرة: الذي يظهر أن التراحم والتوادد والتعاطف وإن كانت متقاربة في المعنى، لكنْ بينها فرقٌ لطيفٌ: فأما التراحم: فالمراد به أن يرحم بعضهم بعضًا بأخوة الإيمان، لا بسبب شيء آخر. وأما التوادد: فالمراد به التواصل الجالب للمحبة؛ كالتزاور والتهادي. وأما التعاطف: فالمراد به إعانة بعضهم بعضًا» . اهـ. وقال السندي في حاشيته على "مسند أحمد": «وليس هذا إخبارًا، بل أمر بما ينبغي أن يكون بين المؤمنين من المحبة والاتحاد» . وانظر "مسند أحمد" (الحديث رقم 18355/طبعة الرسالة) .
وانظر: "مشارق الأنوار" (2/81- 82) ، و"فتح الباري" (10/439) ، و"تاج العروس" (12/389، 391/عطف) . -[56]- [2] قوله: «اشتكى عضو» كذا في الأصل وفي مصادر التخريج، غير "صحيح البخاري" ففيه: «اشتكى عضوًا» . وفي معاجم اللغة: اشتكى: مرض، واشتكى: أظهر البث والحزن، وأظهر ما به من مكروهٍ أو مرضٍ ونحوِه. واشتكى فلانًا: أخبر بسوء فعله به. واشتكى عضوًا من أعضائه وتشكَّى بمعنى. "تاج العروس" و"لسان العرب" (شكو) . قال في "مرقاة المفاتيح" (9/165- 166) في شرح بعض ألفاظ هذا الحديث: «اشتكى» أي: الجسد «عضوًا» لعدم اعتدال مزاجه، ونصبه على التمييز، والمعنى: إذا تألم الجسد من جهة ذلك العضو. وفي نسخة: «إذا اشتكى عضو» بالرفع، أي: إذا تألم عضو من أعضاء جسده ... » إلخ. وستتكرر العبارة على الوجهين في عدة أحاديث من هذا الكتاب. [3] تداعى له سائر الجسد: دعا بعضُه بعضًا إلى المشاركة في الألم. "فتح الباري" (10/439) ، وانظر: "مشارق الأنوار" (1/259) ، و"شرح النووي" (16/140) ، و"النهاية" (2/121) .
اسم الکتاب : المعجم الكبير من جـ 21 المؤلف : الطبراني الجزء : 21 صفحة : 55