اسم الکتاب : هداية القاري إلى تجويد كلام الباري المؤلف : المرصفي، عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 407
الفصل الثالث / في تعريف القطع والسكت
أما القطع: فمعناه في اللغة الإبانة والإزالة تقول قطعت الشجرة إذا أبنتها وأزلتها وفي الاصطلاح قطع القراءة رأساً "أي الانتهاء منها" والقارىء به - أي بالقطع - كالمعرض عن القراءة والمنتقل منها إلى حالة أخرى غيرها كالذي يقطع على حزب أو ورد أو في ركعة ثم يركع وما إلى ذلك مما يؤذن بانتهاء القراءة والانتقال منها إلى حالة أخرى ولا يكون إلا على رؤوس الآي لأن رؤوس الآي في نفسها مقاطع بخلاف الوقف فقد يكون على رؤوس الآي وعلى أثنائها كما تقدم في صدر الباب. وإذا عاد القارىء إلى القراءة بعد أن قطعها فيستحب له الإتيان بالاستعاذة ثم بالبسملة إن كان العود من أول السورة وإن كان من أثنائها فله التخيير في الإتيان بالبسملة بعد التعوذ أو عدم الإتيان بها على ما تقدم في فصل الابتداء وعلى ما سيأتي في باب البسملة.
وأما السكت: فهو في اللغة المنع وفي الاصطلاح قطع الصوت زمناً دون زمن الوقف من غير تنفس بنية العود إلى القراءة في الحال ويكون في وسط الكلمة وفي آخرها وعند الوصل بين السورتين لمن له ذلك وليس منهم حفص عن عاصم وأكثره وقوعاً على الساكن قبل الهمز سواء كان هذا الساكن صحيحاً أو شبه الصحيح أو كان حرف مد.
فالساكن الصحيح نحو {وبالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ} [البقرة: 4] وهو المعروف بسكت "أل" ونحو {إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ} [فاطر: 23] وهو المعروف بسكت المفصول ونحو القرآن في نحو قوله تعالى: {الرحمان عَلَّمَ القرآن} [الرحمن: 1-2] . وهو المعروف بسكت الموصول.
اسم الکتاب : هداية القاري إلى تجويد كلام الباري المؤلف : المرصفي، عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 407