responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو والأصال المؤلف : دسوقي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 138
والسر في إفادة تعظيم النار في هذا الوجه وبيان كيفيتها - دون ما تضمنه جعل النار بدلاً من سوء العذاب - أنك إذا فسرت (سوء العذاب) بالنار فقد بالغت في تعظيم سوء العذاب ثم استأنفت بـ (يعرضون عليها) تتميماً لقوله (وحاق بآل فرعون) من غير مدخل للنار فيما سيق له الكلام، أما إذا جئت بالجملتين من غير نظر إلى المفردين وأن أحدهما تفسير للآخر، فقد قصدت بالنار قصد الاستقلال حيث جعلتها معتمد الكلام وجئت بالجملة الثانية بياناً وإيضاحاً للأولى، كأنك قد آذنت بأنها أوضح لاشتمالها على ما لا أسوء منه وهو النار، على أن من موجبات تقديم المسند إليه إنباؤه عن التعظيم مع اقتضاء المقام له وها هنا كذلك على ما لا يخفى، ناهيك عما يفيده التركيب من تقوية للحكم كما في نحو (زيد ضربته) ، وفيما ذكر يقول صاحب الكشف فيما نقله عنه الآلوسي: "هذا هو الوجه، وأُيد بقراءة من نصب (النار) بناءاً على أنها ليست منصوبة بأخص أو بأعني بل بإضمار فعل يفسره (يعرضون) مثل: (يُصْلَون) فإن عرضهم على النار إحراقهم بها، من قولهم: (عرض الأسارى على السيف) أي قتلهم به، وهو من باب الاستعارة التمثيلية يُشَبّه حالهم بحال متاع يبرز لمن يريد أخذه، وفي ذلك جعْل النار كالطالب الراغب فيهم لشدة استحقاقهم الهلاك" [1] .
وسواء جُعلت (النار) مع ما بعدها بدلاً من جملة (وحاق بآل فرعون) أو بدلاً مفرداً من (سوء العذاب) ، فالمذكرو في الآية عذاب قبل عذاب يوم القيامة المشار إليه بقوله في نفس السورة والآية (ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) . نسأل الله المعافاة وحسن العاقبة.

الخاتمة

[1] روح المعاني 24/111مجلد 13.
اسم الکتاب : من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو والأصال المؤلف : دسوقي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست