responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو والأصال المؤلف : دسوقي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 135
أما الوعيد المتحدث عنه في قوله: (النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ... غافر /46) ، فقد جاء في سياق ما يعرض لآل فرعون من سوء العذاب وأشده، قصداً إلى تعظيم أمر النار وكناية عن استدامتهم فيها – عياذاً بالله من ذلك – وناسب أن تأتي هذه الآية الكريمة في ثنايا الحديث عن مؤمن آل فرعون الذي ذكرنا طرفاً من قصته إبان عرضنا لما جاء في قوله سبحانه من نفس السورة: (واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار.. غافر /55) ، وفي أعقاب ما صدر منه من نصح قومه وتحذيره إياهم من مغبة وسوء ما ينتظرهم من عقابي الدنيا والآخرة إن هم خالفوا ما دعاهم إليه نبيهم موسي عليه السلام، وبعد قوله لهم فيما قال: (إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب.. غافر /30) ، وقوله: (ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار. تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار.. غافر /41، 42) ، وقوله بعد أن استفرغ الوسع وأخلص النصح: (فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد.. غافر /44) ، وبعد جواب الله على ذلك بقوله: (فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب. النار يعرضون عليها غدواً وعشياً.. غافر/45، 46) .
ومعنى عرضهم على النار أن أرواحهم تشاهد المواضع التي أعدت لهم في جهنم على ما جاء في الصحيح عن عبد الله بن عمر: إن أحدكم إذامات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة) .

اسم الکتاب : من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو والأصال المؤلف : دسوقي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست