اسم الکتاب : من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو والأصال المؤلف : دسوقي، محمد الجزء : 1 صفحة : 117
أما دخول الفاء على عامله (فسبح) فالسر فيه هو أنه لما قدم عليه الجار والمجرور للاهتمام شابه تقديم أسماء الشرط المفيدة معنى الزمان، فعومل الفعل معاملة جواب الشرط كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ففيهما مجاهد) أي الأبوين، وقوله تعالى: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك.. الإسراء /79) [1] ، والقول بأنها مفسرة، فيه نظر.. والزعم بأنها زائدة للدلالة على لزوم ما بعدها لما قبلها – كما ذكر الآلوسي [2] - يرده ما ذكرنا.
وعن بلاغة التنوع بين قوله تعالى: (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) في آية طه، وقوله في آية ق بلفظ (وقبل الغروب) وعن سر مجيئ الأول مضافاً إلى الشمس والثاني بدونها.. ذكر الكرماني والغرناطي والفيروزابادي أنه في ق راعى القياس وفي طه راعى الفواصل ومقاطع الآي، وهم جميعاً في ذلك قد حجلوا بقيد الخطيب الإسكافي الذي أوضح أن "فواصل أكثر الآيات في سورة طه أو آخرها ألف فعدل إلى (غروبها) وهو الأصل، لأن الطلوع مضاف إلى الشمس، وحق الغروب أن يكون مضافاً إلى ضميرها، وضميرها بعدها ألف، وأما سورة ق ففواصلها مردوفة بواو أو ياء (السجود) و (أدبار) و (القعيد) و (العتيد) و (المريج) . والغروب متى ذكر علم أنه أريد به غروبها فكان ذلك أشبه بالفواصل التي تقدمتها في المكانين فلذلك اختلفا" [3] . [1] ينظر التحرير16/338مجلد6. [2] ينظر الآلوسي16/411مجلد 9. [3] درة التنزيل وغرة التأويل ص 56 وينظر البرهان في متشابه القرآن 4/ 253 وملاك التأويل 2/ 830 وبصائر ذوي التمييز 1/ 438.
اسم الکتاب : من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو والأصال المؤلف : دسوقي، محمد الجزء : 1 صفحة : 117