اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 345
{حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} [1], قيل فارسية أعربت - أورد الطبري ما رُوِي في ذلك ثم بيَّن أن أحدًا لم يقل إن هذه الأحرف وما أشبهها لم تكن للعرب كلامًا، وإنما قال بعضهم: حرف كذا بلسان الحبشة معناه كذا، وحرف كذا بلسان العجم معناه كذا، وقد ظهر أن بعض الألفاظ اتفقت فيها الألسن المختلفة، كالدرهم والدينار والدواة والقلم والقرطاس، فأي مرجح يجعل اللفظ من لغة بعينها ثم نقل إلى اللغة الأخرى؟ فليس أحد الجنسين أولى بأن يكون أصل ذلك كان من عنده من الجنس ومدعي ذلك يدعي شيئًا بلا دليل. [1] هود: 82، والحجر 74. التفسر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
... التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه:
تكفل الله تعالى لرسوله بحفظ القرآن وبيانه: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [1], فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفهم القرآن جملة وتفصيلًا. وكان عليه أن يبيِّنه لأصحابه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [2].
وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يفهمون القرآن كذلك؛ لأنه نزل بلغتهم. وإن كانوا لا يفهمون دقائقه، يقول ابن خلدون في مقدمته: "إن القرآن نزل بلغة العرب - وعلى أساليب بلاغتهم، فكانوا كلهم يفهمونه، ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه" ولكنهم مع هذا كانوا يتفاوتون في الفهم، فقد يغيب عن واحد منهم ما لا يغيب عن الآخر.
أخرج أبو عبيد في الفضائل عن أنس: أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} [3], فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر"[4]. [1] القيامة: 17-19. [2] النحل: 44. [3] عبس: 31.
4 "الإتقان" جـ2 ص113.
اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 345