اسم الکتاب : غريب القرآن - ت أحمد صقر المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة الجزء : 1 صفحة : 482
51- {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ} قال الفراء: "يَعْتانونك أي يصيبونك بأعينهم" [1] ؛ وذكر: "أن الرجل من العرب كان يَمْثُل [2] على طريق الإبل -إذا صَدَرَتْ عن الماء- فيُصيبُ منها ما أراد بعينه، حتى يُهلِكَه". هذا معنى قوله، وليس هو بعينه.
ولم يرد الله جلّ وعزّ -في هذا الموضع- أنهم يصيبونك بأعينهم، كما يُصيبُ العائن بعينه ما يَسْتَحْسِنُه ويَعجَب منه.
وإنما أراد: أنهم ينظرون إليك -إذا قرأتَ القرآن- نظرًا شديدًا بالعداوة والبغضاء، يكاد يُزلِقك، أي يُسقطك. كما قال الشاعر:
يَتَقَارَضُون - إذا الْتَقَوْا في مَوْطِنٍ - ... نظَرًا يُزِيلُ مَوَاطِئَ الأقْدَامِ (3) [1] حكاه في اللسان 12/10 عن بعض المفسرين بمعناه، ثم نقل نحو ما بعده عن الفراء. وهو نحو ما حكي عن بني أسد: في الفخر 8/207، والقرطبي 18/254-255، والكشاف 2/484 وحكى الكلبي نحوه على ما في البحر 8/317-318. [2] أي ينتصب قائما. كما في اللسان 14/136. وعبارة الأصل: "يميل عن".
(3) المشكل 129-130 و 325 باختصار. وذكر كذلك عن ابن قتيبة: في اللسان 12/10، والشوكاني 5/269. والبيت ورد أيضا: في اللسان 9/83، والكشاف 2/483 (أو شواهده 141) ، والقرطبي 18/256، والفخر 8/207، والبحر 8/317. وانظر هامش المشكل 8/129. وفي بعض الروايات: "يزل مواطن". وراجع الطبري 29/29-30.
اسم الکتاب : غريب القرآن - ت أحمد صقر المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة الجزء : 1 صفحة : 482