اسم الکتاب : غريب القرآن - ت أحمد صقر المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة الجزء : 1 صفحة : 398
(وَمَنْ يَعْشَ) بنصب الشين [1] أراد: [من] يعم عنه. وقال في موضع آخر: {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي} [2] .
ولا أرى القول إلا قولَ أبي عبيدةَ. ولم أر أحدًا يُجيز "عَشَوْتُ عن الشيء: أعرضتُ عنه؛ إنما يقال: "تَعاشَيْتُ عن كذا"؛ أي تغافلتُ عنه كأني لم أره. ومثله: "تعامَيْتُ".
والعرب تقول: "عَشَوْتُ إلى النار" إذا استدللتُ إليها ببصر ضعيف [3] قال الحُطَيْئة:
مَتَى تَأْتِهِ تَعْشُو إلَى ضَوْءِ نارِهِ ... تَجِدْ خَيْرَ نَارٍ عنْدَهَا خَيْرُ مُوقِدِ (4)
ومنه حديث ابن المسيّب: "أن إحدى عينَيْهِ ذهبتْ وهو يَعْشُو بالأخرى"؛ أي يبصر بها بصرًا ضعيفًا [5] .
44- {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} أي شرفٌ لكم؛ يعني القرآن [6] .
{وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} عن الشكر عليه. [1] كابن عباس وعكرمة ويحيى بن سلام البصري. على ما في القرطبي 16/89، والبحر 8/15-16. وانظر الطبري 25/44. [2] سورة الكهف 101. [3] قال أبو منصور الأزهري في التهذيب - على ما في اللسان 19/287 - بعد أن ذكر هذا: "أغفل القتيبي موضع الصواب، واعترض - مع غفلته - على الفراء يرد عليه. فذكرت قوله لأبين عواره، فلا يغتر به الناظر في كتابه. والعرب تقول: "عشوت إلى النار أعشوعشوا، أي قصدته مهتديا به وعشوت عنها، أي أعرضت عنها" فيفرقون بين "إلى" و"عن": موصولين بالفعل" ثم نقل عن أبي زيد وأبي الهيثم ما يثبت ذلك ويؤكده. وقال القرطبي 16/90: "والقول قول أبي الهيثم والأزهري". وقد انتصر الطبري 25/43-44 لرأي الفراء، ونقله عن قتادة.
(4) البيت له: في ديوانه 25، واللسان 19/286. وغير منسوب: في القرطبي 16/89. وبعجز آخر - هو:
*تجد حطبا جزلا ونارا تأججا*
- في الطبري. وهو بيت آخر مشهور. [5] كما في اللسان 19/286، والنهاية 3/89. [6] كما في تأويل المشكل 111، وتفسير القرطبي 16/93، والطبري 25/46 وما تقدم ص 376.
اسم الکتاب : غريب القرآن - ت أحمد صقر المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة الجزء : 1 صفحة : 398