اسم الکتاب : غاية المريد في علم التجويد المؤلف : عطية قابل نصر الجزء : 1 صفحة : 281
وقد خرج بالضم اللازم ما إذا كان ثالث الفعل مضمومًا ضمًّا عارضًا فيجب فيه حينئذ البدء بالكسر نظرًا لأصله نحو: اقضوا، من قوله تعالى: {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ} [1] بيونس، وامضوا، من قوله تعالى: {وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} [2] بالحجر، وابنوا، من قوله تعالى: {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا} [3] بالكهف، وائتوا، من قوله تعالى: {ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} [4] بطه، وامشوا، من قوله تعالى: {أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} [5] بص فإن الأصل في ذلك كله: "اقضيوا، وامضيوا، ابنيوا، امشيوا" بكسر عين الفعل علمًا بأنه لا يجوز الابتداء في "وامضوا" بغير الواو.
والدليل على عروض الضمة أنك إذا خاطبت الواحد أو الاثنين قلت: اقض، واقضيا. وامض وامضيا، وابن وابنيا، وأتِ وائتيا، وامش وامشيا. فتجد عين الفعل مكسورة فتعلم حينئذ أن الضمة عارضة ليست أصلية كلزوم الضمة في نحو: "انظر" التي لو خاطبت بها الواحد أو الاثنين أو الجماعة قلت: "انظر، وانظرا، وانظروا" فنجد أن ضم الثالث لا يزول.
وتكون بالكسر إذا كان ثالث الفعل مفتوحًا نحو: "اذهب" أو مكسورا نحو: "اضرب" أو مضمومًا ضما عارضًا نحو: "اقضوا".
تنبيهاتٌ:
1- إن قيل قد كسرت همزة الوصل في الفعل إذا كان ثالثة مكسورًا، وضمت إذا كان ثالثه مضمومًا، فلِمَ لَمْ تفتح إذا كان ثالثه مفتوحًا بل كسرت؟
والجواب: أنها لو فتحت لالتبس الأمر بالمضارع ومن أجل هذا كسرت[6]. [1] الآية: 71. [2] الآية: 65. [3] الآية: 21. [4] الآية: 64. [5] الآية: 6. [6] من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص182.
اسم الکتاب : غاية المريد في علم التجويد المؤلف : عطية قابل نصر الجزء : 1 صفحة : 281