الله عليه وسلم- إلى رجل من الحفظة ليعلمه القرآن[1].
وهكذا تكونت جماعة من الصحابة، عرفت بـ"القراء"، والتسمية بهذا اللقب تعطينا صورة جلية عن مدى انتشار القراءة في هذه المرحلة، وقد قتل في غزوة بئر معونة سبعون رجلًا من شبان الأنصار يسمون بالقراء، وكانت غزوة بئر معونة على رأس 36 أو 38 شهرًا من الهجرة[2].
لقد تصدَّى كثير من الصحابة لحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن أشهرهم:
الخلفاء الأربعة، وأبي بن كعب، وابن مسعود، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري وغيرهم رضي الله عنهم.
وهؤلاء هم الذين دارت أسانيد قراءات الأئمة العشرة عليهم3.
وكانت قراءة الصحابة تختلف: فمنهم من أخذ بحرف، ومنهم من أخذ بحرفين أو أكثر، ومن هنا بدأت وجوه القراءة المختلفة تأخذ طريقها في الرواية ومسارها في النقل، وكان [1] راجع: تاريخ القرآن للزنجاني ص85-87. [2] انظر: شذارت الذهب 1/ 11، والبخاري، المغازي، رقم: 3860-3865. [2] راجع: الوجيز في فضائل الكتاب العزيز للقرطبي ص177 وما بعدها، والإتقان للسيوطي 1/ 222-228.