أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقرئهم العشر الآيات، فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، فيعلمهم القرآن والعلم والعمل جميعًا[1]، فربما أقرأ صحابيًّا آخر بحرف آخر، فكان كل واحد منهم يقرأ كما تعلم من الرسول صلى الله عليه وسلم[2].
3- أمر النبي -صلى الله عليه وسلم -الصحابة أن يقرئ بعضهم البعض، ومن الأمثلة لذلك قصة إسلام عمر- رضي الله عنه- فكان الخباب بن الأرت يتردد على فاطمة بنت الخطاب وزوجها يعلمهما القرآن.
بل كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يرسل بعثات تعليمية إلى خارج مكة؛ فقد ورد في البخاري أن مصعب بن عمير وابن أم مكتوم هما أول من نزل بالمدينة فجعلا يقرآن الناس القرآن الكريم، ثم جاء عمار وبلال.
ولما فتحت مكة ترك الرسول -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل فيها للتعليم.
وكان الرجل إذا هاجر إلى المدينة دفعه النبي -صلى [1] انظر: الوجيز في فضائل الكتاب العزيز للقرطبي ص137، تحقيق د/ علاء الدين رضا. [2] راجع: الإبانة لمكي بن أبي طالب ص:35-38، بتحقيق: د/ محيي الدين رمضان.