responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم المؤلف : شلبي، عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 55
أرأيت كيف خالف عمرو النحو البصري في قراءته؟ ألا يفسر ذلك بأنه اتبع الأثر في الإدغام، وما تلقاه في روايته؟!
ونرى الكسائي -كذلك- يتخذ موقفين متغايرين كل التغاير: فهو -نحويا[1]- يرى أن "كلتا" ألفها ألف تثنية[2]، ويخالف بذلك البصريين الذين يقولون: إن "كلتا" ألفها ألف تأنيث, وهو يميل "كلتا" قارئا[3]. وفي ذلك دليل على أنه خالف مذهبه النحوي[4] في قراءاته؛ لتلقيه عن شيوخه بالسند المتصل[5].
وسابعًا: أن القراءة لا تجري على الأفشى في اللغة، والأقيس في العربية[6]، ومن هنا قال ابن فيره: "وما لقياس في القراءة مدخل".
ولذلك نرى في باب الإمالة -مثلا- قاعدة تنطبق على حروف بأعيانها في القرآن الكريم، فيميل قارئ من القراء بعض هذه الحروف دون البعض الآخر[7]، وقد يجتمع في بعض الحروف من أسباب الإمالة ما لا يجتمع في حروف أخرى من جنسها، فيميل بعض القراء ما كان سبب الإمالة فيه ضعيفا، ويترك ما كان السبب فيه قويا[8].
وثامنًا: على أنه ربما رجح إمام من الأئمة السبعة جانب الرواية على مرسوم المصحف، فيأخذ بالأولى؛ لأنها ثابتة عنده بالنقل والأخذ عن شيوخه الذين اتصل سندهم بقراءة الرسول؛ ذلك ما روى ورش عن نافع[9]: "إنما أنا رسول ربك ليهب لك"[10]، مع أنها مرسومة في المصحف: {لِأَهَبَ لَكِ} ؛ حدث أبو عمرو الداني عن شيوخه قال: حدثنا أبو عبيدة: "أن المصاحف كلها

[1] منصوب على الحال.
[2] الإنصاف، مسألة: 62.
[3] إبراز المعاني: 165.
[4] إرشاد المريد: 167، انظر الإنصاف في مسألة: 62.
[5] راجع تفصيل ذلك, وتحقيقه في بحثي: القراءات واللهجات العربية, الإمالة من ص193-205.
[6] منجد المقرئين: 65.
[7] حرز الأماني: 78، ط 1351هـ.
[8] انظر الإبانة لمكي بن أبي طالب، ورقة: 14, والموضح للداني: ص65، ص4.
[9] انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 11/ 91.
[10] سورة مريم: آية: 19.
اسم الکتاب : رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم المؤلف : شلبي، عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست