اسم الکتاب : رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم المؤلف : شلبي، عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 52
أجل ذلك. من هؤلاء عيسى بن عمر البصري الثقفي, صاحب الإكمال والجامع؛ كان الغالب عليه حب النصب إذا وجد لذلك سبيلا منه[1]، قرأ: "وَالسَّارِقَ وَالسَّارِقَةَ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا"[2]، وقرأ: {الزَّانِيَةَ وَالزَّانِيَ} [3]، ولم يقرأ أحد من القراء العشرة[4]، بل القراء الأربعة بعدهم, بشيء من ذلك[5].
فإن قلت: لقد ضربت مثلا بإمام بصري، فهلا كان ذلك من كوفي؟
فالجواب ما قال الفراء في معاني القرآن -في مواضع كثيرة منه- ولو قرأ قارئ بكذا كان صوابا ... وعلى سبيل المثال ما قال: ولو قرأ قارئ: {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ} نصبا, كان صوابا إذا جعلت أن وما حرفا واحدا[6]، ولم يقرأ به واحد من سبعة ابن مجاهد، ولا الثلاثة الذين بعدهم[7]، ولا الأربعة الذين بعد هؤلاء[8].
وهنا يجمل أن أورد قول "جولدتسيهر": "من أهم ما تجده من هذا القبيل, يشير إلى اختلاف القراءات فيما أهمل شكله من القرآن: تلك القراءات المختلفة في حروف هذه الكلمة "أن"، وهل هي أَنَّ أو إِنَّ بالتشديد فيما؟ أو هي فقط أَنْ بدون التشديد؟ وفي سورة آل عمران[9] نجد مثالا لذلك يتبين فيه كيف يحاول الفن النحوي أن يجد سبيلا لهذا, أو ذاك"[10].
وقد رجعت إلى هذه الآيات في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [11]، {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [12]، {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [13]، رجعت إلى هذه الآيات، ثم تعرفت على القراءات الأربع عشرة, فما وجدت خلافا بينهم في قراءة [1] طبقات القراء: 1/ 613. [2] س 5: آ 38. [3] س 24، آ 2. [4] انظر النشر: 2/ 254، 330. [5] انظر إتحاف فضلاء البشر: 199، 222. [6] معاني القرآن: 101. [7] انظر النشر: 2/ 321. [8] انظر الإتحاف: 305. [9] آيات 16-18. [10] المذاهب الإسلامية: هامش 7. [11] آية 16. [12] آية 16. [13] آية 18.
اسم الکتاب : رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم المؤلف : شلبي، عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 52