اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 83
وأما ما حذفت نونه من هذا النوع، وكان مشددا نحو: {بِرَادِّي رِزْقِهِم} [1] فيؤخذ إثباته مما تقدم.
وأما المهموز منه نحو: {لَذَائِقُوا الْعَذَابِ} [2] فحكمه الإثبات أيضا على ما به العمل وما من قوله: وما حذفت مبتدأ، ومنه متعلق بحذفت، وجملة قوله: حذف بالغوه خبر والضمير خبر، والضمير العائد على المبتدأ محذوف تقديره منه ومعنى قوله: يقتفيه يتبعه.
ثم قال:
وللجميع السيئات جاء ... بألف إذ سلبوه الياء
أخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل عن جميع كتاب المصاحف بإثبات ألف السيئات نحو: {وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ} [3] {وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ} [4]، {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا} [5]، ثم علل الإثبات في السيئات بقوله: إذ سلبوه الياء، أي: لأن كتاب المصاحف سلبوه، أي: حذفوا منه الياء التي هي صورة الهمزة لاجتماع المثلين، فلو حذف الألف أيضًا لتوالي حذفان، وهو إجحاف، ولا يرد على تعليل الناظم حذف ألف: {خَاطئُِونَ} و {خَاطِئِينَ} ، و {خَاسِئِينَ} مع أن كلا منها حذف ألفه صورة الهمزة، للفرق بين {السَّيِّئَاتِ} وهذه الألفاظ، وهو أن السيئات لو حذف ألفه لاجتمع فيه حذفان في محل واحد من غير حائل بينهما، بخلاف هذه الألفاظ، فإنه حال فيها بين الحذفين حرف، ولا شك أن الحذفين من دون حائل أشد إحجاما منهما مع الحائل.
وأما المنشآت فيحتمل أن تكون الألف المرسوم فيه هي صورة الهمزة، وألف الجمع هي المحذوفة، ويحتمل العكس، وبالاحتمال الأول جرى به العمل عندنا، ولهذا تلحق [1] سورة النحل: 16/ 71 {بِرَادِّي رِزْقِهِمْ} . [2] سورة الصافات: 37/ 38 {لَذَائِقُوا الْعَذَابِ} . [3] سورة البقرة: 2/ 271 {وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ} . [4] سورة الأعراف: 7/ 153 {وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ} . [5] سورة الزمر: 39/ 51 {سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا} .
اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 83