اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 309
وأما "الصلوة" فجمعها على صلوات دليل على أن ألفها منقلب عن واو، ودليل كون الألف في: "الزكوة" أصله الواو، أنها مصدر زكوت أزكو، ووجه رسم هذه الألفاظ بالواو التنبيه على أصلها مع الإشارة إلى أن بعض العرب يميل بلفظ الألف إلى الواو، وإن كانت لغة غير فصحي لم يقرأها.
وقوله: "الحيوة" فاعل بفعل محذوف بعد "كيفما" تقديره وقع، و"الصلوة" عطف على: "الحيوة"، وأو بمعنى الواو.
ثم قال:
ما لم تضفهن إلى ضمير ... فألف والثبت في المشهور
لما ذكر أن الكلمات الثلاث الأخيرة، وهي: {الْحَيَاةِ} [1] و {الصَّلاةَ} [2] و {الزَّكَاةَ} [3]. رسم ألفها واوا كيفما وقعت أخرج من ذلك ما أضيف إلى ضمير، فما من قوله: "ما لم تضفهن"، مصدرية ظرفية والضمير في: "لم يضفهن" يعود على الكلمات الثلاث في آخر البيت السابق، أي: محل رسمها بالواو ما لم تضفهن إلى ضمير، أي: مدة عدم نطقك بهن مضافة إلى ضمير، فإن أضفتهن إلى ضمير، فإنهن لا يرسمن بالواو بل بألف ثابتة في الوجه المشهور وهو الأكثر، والوجه الغير المشهور حذف الألف فيهن، وهو الأقل، فمثال كلمة: {الْحَيَاةِ} مضافة إلى الضمير: {حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} [4] {فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} [5] {قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [6].
ومثال كلمة "الصلوة" مضافة إلى الضمير: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي} [7] {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ} [8]، {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} [9] {قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ} [10].
ولم تقع كلمة "الزكوة" مضافة في القرآن، فتحصل أن ما عرف بأل من هذه الكلمات، أو أضيف إلى ظاهر منها يرسم بالواو من غير خلاف، وأن ما أضيف منها إلى ضمير فيه خلاف، والمشهور رسمه بألف ثابتة وعليه العمل. [1] سورة البقرة: 2/ 85. [2] سورة البقرة: 2/ 3. [3] سورة البقرة: 2/ 43. [4] سورة الأنعام: 6/ 29. [5] سورة الأحقاف: 46/ 20. [6] سورة الفجر: 89/ 24. [7] سورة الأنعام: 6/ 162. [8] سورة الأنفال: 8/ 35. [9] سورة الإسراء: 17/ 110. [10] سورة النور: 24/ 41.
اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 309