اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 123
وأما الألفاظ المشتقة من مادة "ظهر"، فنحو ما تقدم ونحو: {وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا} [1] {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإثْمِ} [2] {فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا} [3].
{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [4]، ولا يندرج في كلام الناظم هنا "متشابهات"، و"ظاهرين"؛ لأن حكمهما علم مما ذكره الناظم في الجمع السالم بقسميه، فلو أدرجا هنا لزم التكرار مع إيهام أن أبا عمرو لا يحذفهما.
وإنما خصصنا في حل كلام الناظم مادة القتال بالأفعال دون الأسماء، وعممنا في مادتي "شبه"، و"ظهر"؛ لأن مراد الناظم بقوله: و"أطلق الجميع" أن أبا داود أطلق ما وجد من تلك المواد مماثلا للألفاظ السابقة في وقوع الألف بعد القاف في مادة: "قتل"، وبعد الشين في مادة: "شبه"، وبعد الظاء في مادة: "ظهر"، ولم يوجد في القرآن من مادة: "قتل"، إسم فيه الألف بعد القاف حتى يخرج عن الإطلاق، نعم، وجد بعد التاء نحو {لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا} [5]، وهو ثابت الألف، وقد وجد في مادة: "شبه"، و"ظهر" الألف في الأسماء بعد الشين والظاء فعمها الإطلاق وعم الأفعال.
والعمل عندنا على ما لأبي داود من الحذف في جميع أفعال القتال، وجميع الألفاظ المشتقة من مادة: "شبه"، ومن مادة: "ظهر".
وقول الناظم "أولى تشابه" عطف على قوله السابق و"قاتلوهم"، أو على قوله و"موضع" و"ما" في قوله" بأي ما" لفظ زائدة، وقوله على التكميل للبيت في محل الحال من قوله: "الجميع"، والظاهر أن "على" بمعنى "مع" ومعنى إطلاقها مع تكميلها أن إطلاقها مصحوب بتعميمها.
ثم قال:
والمنصف الأسباب والغمام قل ... وابن نجاح ما سوى البكر نقل
أخبر عن الشيخ البلنسي صاحب "المنصف" بحذف ألف "الأسباب" و"الغمام" مطلقا، وعن أبي داود البلنسي بأنه نقل حذف ألف "الأسباب" و"الغمام" سوى الواقع منهما في سورة "البكر"، وهي سورة "البقرة". [1] سورة التوبة: 9/ 4. [2] سورة الأنعام: 6/ 120. [3] سورة الكهف: 18/ 22. [4] سورة الحديد: 57/ 3. [5] سورة آل عمران: 3/ 167.
اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 123