اسم الکتاب : دحض دعوى المستشرقين أن القرأن من عند النبي صلى الله علية وسلم المؤلف : سعود بن عبد العزيز الخلف الجزء : 1 صفحة : 182
ومن المعلوم والمتيقن أن بعض فلولهم جاءوا إلى جزيرة العرب، واستوطنوا مناطق فيها في المدينة وفدك وخيبر، وكونوا لأنفسهم بذلك قوة، إلا أن الله سلط رسوله على تلك القوة، فدمرها، ولم يتوف النبي عليه الصلاة والسلام ولليهود قوة قائمة في الأرض.
وهذا فيما أرى الذي جعل كثيراً من علماء المسلمين يقررون أن المرتين من القضاء المحتم على بني إسرائيل قد وقعتا.
ولكن من أدرك العصر الحاضر، ورأى انقلاب الحال، ورأى تمكن اليهود من العودة إلى فلسطين، وقيام مملكتهم فيها، وأنهم صار لهم فيها قوة مالية وعسكرية، وما تحقق لهم من تبعية أو نصرة كثير من الدول القوية في هذه الأزمان، حتى أنهم لو استنفروا تلك الدول، لقامت معهم، من رأى هذا أدرك معنى قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً} .
تتحقق لهم خلال تاريخهم بعد الهلاك الأول على يد بختنصر إلا في هذا الزمن، وقد أخبر به العليم الحكيم.
ومن الجدير بالذكر أن بختنصر، ومن معه من البابليين يعتبرون من العرب، ثم إن الكرة ارتدت لليهود على العرب في هذا الزمن، وهذا حقيقة المواجهين لليهود، وأنهم معتزون بعروبتهم، ولا يتكلمون مع اليهود باسم الإسلام ولا المسلمين، والله أعلم بمعنى كلامه.
إلا أن في كلام الله تعالى بشارة واضحة صريحة، لا تقبل الجدل، وهي قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً} .
فالآخرة المقصود بها المرة الأخيرة، او الثانية من علوهم وفسادهم، وقوله.
اسم الکتاب : دحض دعوى المستشرقين أن القرأن من عند النبي صلى الله علية وسلم المؤلف : سعود بن عبد العزيز الخلف الجزء : 1 صفحة : 182