responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأويل مشكل القرآن المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة    الجزء : 1  صفحة : 78
إذا حثّهنّ الرّكب في مدلهمّة ... أحاديثها مثل اصطخاب الضّرائر
وكقول زهير [1] :
تسمع للجنّ عازفين بها ... تضبح عن رهبة ثعالبها
في أشباه لهذا كثيرة- طلبوا الحيلة فقالوا: علّة ما يسمعون من هذا ويرون- انفراد القوم وتوحّشهم في الفلوات والقفار، ومن انفرد فكّر وتوهّم واستوحش وتخيّل، فرأى ما لا يرى، وسمع ما لا يسمع، كما قال حميد بن ثور [2] :
مفزّعة تستحيل الشّخوص ... من الخوف تسمع ما لا ترى
وقالوا: ومن أحناش الأرض، وأحناش الطير في المهامة والرمال- ما لا يظهر ولا يصوّت إلا بالليل كالصّدى والضّوع والبوم واليراع، فإذا سمع أحدهم حسيس هامة، أو زقاء بوم، أو رأى لمع يراعة من بعد- وجب قلبه، وقفّ شعره، وذهبت به الظّنون.
وقالوا: في النهار ساعات تتغيّر فيها مناظر الأشباح، وتتضاعف أعدادها، وفربما رئي الصغير كبيرا، والكبير صغيرا، والواحد اثنين، وقد يسمع لأصوات الفلا والحرار، مثل الدّويّ، ولذلك قال ذو الرّمة [3] :
إذا قال حادينا لتشبيه نبأة ... صه، لم يكن إلا دويّ المسامع
وبهذا سمّيت الفلاة: دوّيّة، كأن الدّوّ حكاية ما يسمعون، ثم نسب المكان إليه، قال الأعشى [4] :
فوق ديمومة تخيّل بالسّفر ... قفارا إلا من الآجال
يريد بقوله: تخيّل بالسفر، أنهم يرونها مرّة على هيئة، ومرة على هيئة، قال كعب ابن زهير [5] :
وصرماء مذكار كأنّ دويّها ... بعيد جنان اللّيل مما يخيّل
حديث أناسيّ فلمّا سمعته ... إذا ليس فيه ما أبين فأعقل

[1] البيت من المنسرح، وهو في ديوان زهير بن أبي سلمى ص 265.
[2] البيت من المتقارب، وهو بلا نسبة في المعاني الكبير 2/ 702.
[3] البيت من الطويل، وهو في ديوان ذي الرمة ص 791، وتهذيب اللغة 5/ 349، وجمهرة اللغة ص 145، والبيت بلا نسبة في لسان العرب (صهصه) ، وتاج العروس (صهصه) .
[4] البيت من الخفيف، وهو في ديوان الأعشى ص 7، وبلا نسبة في المخصص 8/ 41.
[5] البيتان من الطويل، وهما في ديوان كعب بن زهير ص 45.
اسم الکتاب : تأويل مشكل القرآن المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست