responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأويل مشكل القرآن المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة    الجزء : 1  صفحة : 153
وكذلك قوله: يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ [البقرة: 79] لأن الرجل قد يكتب بالمجاز، وغيره الكاتب عنه.
ويقول الأمّي: كتبت إليك، وهذا كتابي إليك. وكلّ فعل أمرت به فأنت الفاعل له، وإن وليه غيرك. قال الله عز وجل: في التابوت: تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ [البقرة: 248] .
قال ابن عباس رضي الله عنه في رواية أبي صالح عنه: هذا كما تقول: حملت إلى بلد كذا وكذا برّا وقمحا، وإنما تريد أمرت بحمله.
فأعلمنا أنهم يكتبونه بأيديهم ويقولون: هو من عند الله. وقد علموا يقينا- إذ كتبوه بأيديهم- أنه ليس من عند الله.
وقال تعالى: فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (93) [الصافات: 93] لأن في اليمين القوة وشدّة البطش، فأخبرنا عن شدة ضربه بها.
وقال الشّمّاخ [1] :
إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقّاها عرابة باليمين
أي أخذها بقوة ونشاط.
وقوله سبحانه: وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ [الأنعام: 38] . كما تقول رأي عيني وسمع أذني نفسي التي بين جنبيّ.
وقوله: وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج: 46] . كما تقول: نفسي التي بين جنبيّ.
وقال: فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ [البقرة: 196] .
أراد توكيد ما أوجبه عليه من الصيام بجمع العددين وذكره مجملا، كما قال الشاعر [2] :

[1] البيت من الوافر، وهو للشماخ في ديوانه ص 336، ولسان العرب (عرب) ، (يمن) ، وتهذيب اللغة 8/ 221، 15/ 523، وجمهرة اللغة ص 319، 994، وتاج العروس (عرب) ، ومقاييس اللغة 6/ 158، والإصابة 4/ 234، والشعر والشعراء 1/ 278، وخزانة الأدب 1/ 453، 2/ 223، وتفسير البحر المحيط 1/ 160، والعمدة 2/ 131، وأمالي القالي 1/ 274، ونقد الشعر ص 25، والبيت بلا نسبة في تفسير الطبري 23/ 32.
[2] البيت من الوافر، وهو للفرزدق في ديوانه ص 835، والموشح ص 114، وتفسير البحر المحيط 2/ 79، ومجمع البيان 1/ 291، ولسان العرب (سهم) ، وطبقات الشعراء ص 38.
اسم الکتاب : تأويل مشكل القرآن المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست