responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأويل مشكل القرآن المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة    الجزء : 1  صفحة : 116
قال الأعشى [1] :
يقوم على الوغم في قومه ... فيعفو إذا شاء أو ينتقم
أي يطالب بالذّحل [2] ولا يقعد عنه.
وقال: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ [آل عمران: 113] أي عاملة غير تاركة.
وقال: أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ [الرعد: 33] أي آخذ لها بما كسبت.
ومنه قوله تعالى حكاية عن المنافقين: وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ [التوبة: 61] أي يقبل كلّ ما بلغه. والأصل: أن الأذن هي السامعة، فقيل لكل من صدّق بكلّ خبر يسمعه:
أذن، ومنه يقال: آذنتك بالأمر فأذنت، كما تقول: أعلمتك فعلمت، إنما هو أوقعته في أذنك. يقول الله عزّ وجلّ: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة: 279] أي اعلموا، ومن قرأها (فآذنوا) أراد فأعلموا.
ومنه ما قالت الشعراء [3] :
آذنتنا ببينها أسماء ومنه الأذان إنما هو إعلام الناس وقت الصلاة.
وقوله: وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة: [3]] أي إعلام.
وكان المنافقون يقولون: إن محمدا أذن فقولوا ما شئتم، فإنا متى أتيناه فاعتذرنا إليه صدّقّنا. فأنزل الله تبارك وتعالى: قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ [التوبة: 61] أي كان الأمر

[1] البيت من المتقارب، وهو في ديوان الأعشى ص 89، وبلا نسبة في مقاييس اللغة 6/ 127.
[2] الذّحل: الثأر، أو طلب المكافأة بجناية جنيت عليه من قتل أو جرح أو نحو ذلك.
[3] عجزه: ربّ ثاو يملّ منه الثواء والبيت من الخفيف، وهو للحارث بن حلزة في ديوانه ص 19، والأغاني 11/ 36، وإنباه الرواة 3/ 94، وتخليص الشواهد ص 472، وخزانة الأدب 3/ 181، 182، 415، وزهر الآداب 1/ 561، وشرح شواهد الشافية ص 244، وشرح القصائد السبع ص 432، 433، وشرح القصائد العشر ص 370، وشرح المعلقات السبع ص 216، وشرح المعلقات العشر ص 119، والشعر والشعراء 1/ 203، وطبقات فحول الشعراء 1/ 151، والعقد الفريد 5/ 270، والعمدة 1/ 114، ولسان العرب (أذن) ، (قفا) ، (قوا) ، ومعاهد التنصيص 1/ 310، والمقاصد النحوية 2/ 445، وبلا نسبة في الخصائص 1/ 341، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 317.
اسم الکتاب : تأويل مشكل القرآن المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست