ولا مثل يوم في قدار ظللته ... كأنّي وأصحابي على قرن أعفرا
أي كأنّا من القلق على قرن ظبي، فنحن لا نستقر ولا نسكن.
وكان بعض أهل اللغة يأخذ على الشعراء أشياء من هذا الفنّ، وينسبها فيه إلى الإفراط وتجاوز المقدار. وما أرى ذلك إلا جائزا حسنا على ما بيّنّاه من مذاهبهم..
كقول النابغة في وصف سيوف [1] :
تقدّ السّلوقيّ المضاعف نسجه ... وتوقد بالصّفاح نار الحباحب
ذكر أنها تقطع الدّروع التي هذه حالها، والفارس حتى تبلغ الأرض فتورى النار إذا أصابت الحجارة.
وقول النّمر بن تولب في صفة سيف [2] :
تظلّ تحفر عنه إن ضربت به ... بعد الذراعين والسّاقين والهادي
يقول: رسب في الأرض بعد أن قطع ما ذكر، واحتاج أن يحفر عنه ليستخرجه من الأرض.
ومثله قوله مهلهل [3] :
ولولا الرّيح أسمع أهل حجر ... صليل البيض تقرع بالذّكور
ولا مثل يوم في قذاران ظلته والبيت من الطويل، وهو في ديوان امرئ القيس ص 70، ولسان العرب (عفر) ، وتهذيب اللغة 2/ 354، وتاج العروس (عدد) ، وفيه: «عندرا» ، بدل: «أعفرا» ، (عفر) ، (قدر) ، (حمل) ، وأساس البلاغة (عفر) ، والبيت بلا نسبة في مجمل اللغة 3/ 385. [1] البيت من الطويل، وهو في ديوان النابغة الذبياني ص 46، ولسان العرب (حجب) ، (صفح) ، (سلق) ، ومقاييس اللغة 2/ 28، 3/ 293، والتنبيه والإيضاح 1/ 58، ومجمل اللغة 2/ 28، وكتاب العين 5/ 77، وتهذيب اللغة 4/ 257، 8/ 404، وجمهرة اللغة ص 174، وبلا نسبة في كتاب العين 3/ 12، وجمهرة اللغة ص 851، وتاج العروس (حبب) ، (صفح) ، (سلق) . [2] البيت من البسيط، وهو للنمر بن تولب في الشعر والشعراء 1/ 270، والوساطة ص 435، ونقد الشعر ص 18، والعمدة 2/ 58، وكتاب الصناعتين ص 283، والموشح ص 78، والأغاني 19/ 162، وإعجاز القرآن ص 77، وديوان المعاني 2/ 51. [.....] [3] البيت من الوافر، وهو للمهلهل في أمالي القالي 2/ 134، وأمالي اليزيدي ص 12، والكامل 1/ 350، والعمدة 2/ 59، والعقد الفريد 5/ 20، والوساطة ص 435، والشعر والشعراء 1/ 256، والحيوان 6/ 418، والأغاني 4/ 147، ومعجم الشعراء ص 331، والبيان والتبيين 1/ 124، والموشح ص 74، ونقد الشعر ص 84، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي 1/ 185.