يؤمنون على دعائه فيرفع صوته بقدر ما بسمعهم وكذلك الجهر في الصلاة قال تعالى «وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها» الآية 112 من سورة الإسراء الآتية فإذا زاد على اسماع الغير فيكون عمل عملا مكروها في الصلاة، وكذلك إذا خافت الى حد لا تسمعه الجماعه، وفي الخطبة أيضا ينبغي أن يلاحظ هذا الحد، إذ المقصود اسماع الحاضرين فقط فمن زاد أو نقص فقد تعدى وظلم، أخرج ابو داود عن سعد بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: سيكون قوم يعتدون في الدعاء وحسب الأمر أن يقول اللهم اني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، ثم قرأ «إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» وهذا هو الحكم الشرعي في الدعاء ومن آدابه أنه إذا خاف الرياء أخفى وإذا أمنه جهر بقدر الحاجة وهو الأفضل ويكره إذا خيف التشويش على قارئ أو مصل أو إيقاظ نائم «أو مشتغل بعلم شرعي» ، قال تعالى «وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ» ايها الناس بان تقطعوا السبل وتنهبوا الأموال وتعتدوا على الخلق بضرب أو قتل فايقاع الفساد على هذا الوجه هو خراب الأرض وإهلاك أهلها وكيف تخربونها «بَعْدَ إِصْلاحِها» ببعثة الرسل وبيان الشرائع بالنهي عن الفساد والأمر بالإصلاح والدعاء الى طاعة الله وترك الكفر ودواعيه وتكذيب الرسل وجحود ما جاءوا به من عند الله فكل هذا فساد مناف للإصلاح الذي فيه قوام الكون «وَادْعُوهُ خَوْفاً» من عقابه وعدله «وَطَمَعاً» بثوابه وفضله متضرعين اليه مخبتين له ومعنى الخوف انزعاج في الباطن لما لا يؤمن من المضار وتوقع مكروه يحصل، والطمع توقع أمر محبوب، وأحسنوا أيها الناس لأنفسكم وغيركم بالمحافظة على الأمن لأنه إذا فقد انقطعت الطرق وقلقت الناس، وتراحموا فيما بينكم «إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ 56» أعمالهم مع أنفسهم وغيرهم الذين يتأدبون بآداب الله فلا يتجاوزون حدوده في الدعاء والعمل مع الله ولا مع عباده امتثالا لامره وأمر رسوله فهؤلاء هم المحسنون، وتفيد هذه الآية أن غير المحسنين بعيدون من رحمة الله، ألا فليتق الله الذين يسيئون ويقولون الله غفور رحيم ولا