اسم الکتاب : الفصل والوصل في القرآن الكريم المؤلف : منير سلطان الجزء : 1 صفحة : 38
أولا: في الفصل:
أ- قد يكون الفصل في موضع أبلغ من الوصل:
يروي المرزباني عن الصولي "ت 336هـ" تعليقه على بيت امرئ القيس:
الله أنجح ما طلبت به ... والبر خير حقيبة الرحل
يقول الصولي: "ألا ترى أن قوله: "الله أنجح ما طلبت به" كلام مستغن بنفسه، وكذلك باقي البيت، على أن في البيت واو عطف عطفت جملة على جملة، وما ليس فيه واو عطف أبلغ في هذا وأجود، وهو مثل قوله النابغة:
ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المذهب1
فقوله في أول البيت: كلام مستغن بنفسه، وكذلك آخره، حتى لو ابتدأ مبتدئ فقال: "أي الرجال المهذب" لاعتذار أو غيره لأتى بكلام مستوفى لا يحتاج إلى سواه"[2].
ب- للفصل أدوات منها:
-ضمير الفصل
يقول سيبويه في باب ما يكون فيه "هو وأنت وأنا ونحن وأخواتهن، فصلا": "اعلم أنهن لا يكن فصلا إلا في الفعل ولا تكون كذلك إلا في كل اسم، الاسم الذي بعده بمنزلته في حال الابتداء، واحتياجه إلى ما بعده كاحتياجه إليه في الابتداء، إعلامًا بأنه قد فصل الاسم، وإنه فيما ينتظر المحدث ويتوقعه منه، مما لا بد له أن يذكره المحدث لأنك إذا ابتدأت الاسم فإنما تبتدئه لما
1 الشعث: التفرق والفساد، تلمه: تجمعه وتصلحه. الديوان 17، هامش الموشح 36. [2] المرزباني، الموشح 36.
اسم الکتاب : الفصل والوصل في القرآن الكريم المؤلف : منير سلطان الجزء : 1 صفحة : 38