responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفصل والوصل في القرآن الكريم المؤلف : منير سلطان    الجزء : 1  صفحة : 39
بعده، فإذا ابتدأت فقد وجب عليك مذكور بعد المبتدأ لا بد منه وإلا فسد الكلام"[1].
وضرب المبرد مثلا لضمير الفصل "كان زيد هو العاقل"[2] ويسمه الكوفيون "العماد" لأنه يعتمد عليه في الفائدة، إذ تبين أن الثاني خبر لا تابع[3] وضرب الفراء مثلا لذلك قوله تعالى في سورة الأنفال: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ... } [4] أما الطبري فضرب مثلا آخر. قوله تعالى: {وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [5].
-الجملة المعترضة:
ويفرد ابن جني للجملة المعترضة بابًا في الخصائص فهي من طرق الفصل بين أركان الجملة الواحدة، وبين الجملة والجملة يقول: اعلم أن هذا القبيل من العلم كثير قد جاء في القرآن وفصيح الشعر ومنثور الكلام، وهو جار عندهم مجرى التوكيد، فلذلك لا يشنع عليهم ولا يستنكر عندهم أن يعترض به بين الفعل وفاعله، وغير ذلك، مما لا يجوز الفصل فيه بغيره إلا شاذا أو متأولا، قال سبحانه وتعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ} [6] فهذا فيه اعتراضان، أحدهما قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} ... والآخر قوله تعالى: {لَوْ تَعْلَمُونَ} ، فذانك

[1] الكتاب، 1/ 394 وانظر أيضا 1/ 395.
[2] المبرد، المقتضب 4/ 103، 104، 105.
[3] انظر ابن هشام، المغني 2/ 104 "شرح حال الضمير المسمى فصلا أو عمادا" ط الحلبي، وابن الأنباري، الإنصاف في مسائل الخلاف 2/ 706 تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، وعباس حسن، النحو الوافي 1/ 242 ط دار المعارف، الخامسة.
[4] سورة الأنفال: 32. والفراء، معاني القرآن 1/ 409 وانظر 1/ 51، 52.
[5] سورة البقرة: 85. والطبري، جامع البيان 2/ 312، 313، 374 ويسميه الطبري "العماد".
[6] الواقعة: 75-77.
اسم الکتاب : الفصل والوصل في القرآن الكريم المؤلف : منير سلطان    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست