responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 114
وهذا التصريف للمعاني ينفى عنها وصف التكرار والإعادة؛لأنَّه تصريفٌ منبثِقٌ عن المقصود الأعظم لكل سورة، وأكثر ما يكون جلاء ذلك التصريف فى القصص القرآنيّ حتى كان القول بالتصريف البياني فيها مما شاع ذكره فى أسفار أهل العلم.
وفد سبق أن تبين لك من شيخنا " أبي موسى" كيف أنَّ قصة موسى - عليه السلام - قد اختلف بناؤها القصصيّ والبيانيّ فى كل من سورة (الشعراء) و (النمل) و (القصص) وهى سور متوالية فى الترتيب الترتيليّ.
وكذلك ترى التصريف جليًّا فى وصف أعمال الذين آمنوا وثوابهم يوم القيامة ووصف أعمال الذين كفروا وعقابهم. وكذلك فى وصف مشاهد اليوم الآخر وغير ذلك كثير.
وفى تديُّر بناء كل معنى من المعاني الكليّة المصرَّفة فى السور استكشاف للمقصود الأعظم لكلِّ سورة، وهو استكشافٌ يملك به المتدبرُ مفاتِحَ خزائن المعنى القرآني فى السورة.
والنظر البيانيّ فى مثل هذا مصروفٌ إلى ملاحظة بناء المعنى الكليّ من المعانى الجزئية الماثلة فى الجملة القرآنية على اختلاف مقاديرها إيجازًا وبسطًا، وهو نظر لا يرى فى هذا تكرارا بل يراه من قبيل التتميم والتكميل الذى هو وجه من وجوه التصريف؛ لأنَّ كلَّ معنى كليٍّ من تلك المعاني مكمّلٌ ومتممٌ لما قاربه فى سورة سابقة على سورته، وهذا التتميم إنَّما يكون بجديد يتناغَى مع السياق الذى أقيم فيه، ومن هنا كانت الفروق البيانية شكلا ومضمونا مما اقتضاه تشابه سياقات المعاني الكليّة فى بعض سور القرآن الكريم، والتَّفرُّس والتَّدبُّر لما بين المعاني الكليّة فى سورة ما وما بين المشابه لها فى أخرى رافد من روافد تحرير المقصود الأعظم للسورة وما فى استبصار تصريف المعانى الكلية المتشابه فى السور من حزونه لا يتغلب عليها إلا بطول الصحبة ونفوذ الرؤية والمثابرة.
***
تَدَبّر المعاني الكلية الخاصّة.

اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست