اسم الکتاب : العجاب في بيان الأسباب المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 230
بن أبي معيط والوليد بن المغيرة كذا حكاه أبو حيان ولم ينسبه لقائل[1]، وأقره[2]، وفيه خطأ لأن الوليد بن المغيرة مات بمكة قبل الهجرة[3]، وعقبة بن أبي معيط إنما قتل بعد رحيل المسلمين من بدر راجعين إلى المدينة قتل بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصفراء[4] باتفاق أهل العلم بالمغازي[5] وقال أبو العالية: نزلت في قادة [1] أصل القول دون ذكر الأسماء مروي بالسند عن الربيع بن أنس كما فى تفسير الطبري "252/ 1" ونصه: "آيتان في قادة الأحزاب: إن الذين كفروا ... فهم الذين قتلوا يوم بدر". قال ابن عطية في "152/ 1": هكذا حكي هذا القول، وهو خطأ؛ لأن قادة الأحزاب قد أسلم كثير منهم، وإنما نزلت ترتيب الآية في أصحاب القلب ... " وعلة تخطئته لهذا القول انصراف ذهنه إلى غزوة الخندق -والله أعلم- وليس هذا بلازم، فالمقصود من الأحزاب هنا المشركون الذين تحزبوا على المسلمين في بدر، وهذا قول أبي العالية، ويرويه عنه الربيع كما في "تفسير ابن كثير" "1/ 45". [2] أي: بالسكوت وعدم التعقيب. [3] قال ابن إسحاق في كلامه على كفاية الله نبيه أمر المستهزئين: "حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، أو غيره من العلماء: أن جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم يطوفون بالبيت فقام وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه فمر به الأسود بن المطلب، فرمى في وجهه بورقة خضراء فعمي، ومر به الأسود بن عبد يغوث، فأشار إلى بطنه، فاستسقى بطنه فمات منه حبنا [هو انتفاخ البطن من داء] ، ومر به الوليد بن المغيرة، فأشار إلى أثر جرح بأسفل كعب رجله، كان أصابه قبل ذلك بسنين، وهو يجر سَبَله [أي: فضول ثيابه] وذلك أنه مر برجل من خزاعة وهو يريش نبلًا له، فتعلق سهم من نبله بإزاره فخدش في رجله ذلك الخدش، وليس بشيء، فانتقض به [أي: تجدد] فقتله ... " انظر "سيرة ابن هشام" "1/ 410". [4] هي قرية فوق ينبع، على ست مراحل من المدينة، وهي كثيرة المزارع والنخل، وفيها مات عبيدة بن الحارث بن المطلب، وكانت قُطعت رجله ببدر، فوصل إليها مرتثًا [الترييث: الإعياء] . وفيها بقرب منها قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم النضر بن الحارث مرجعه من بدر بموضع يقال له الأثيل. انظر "الروض المعطار في خبر الأقطار" "ص362" و"القاموس" مادة الريث "ص218" و"الإصابة" للمؤلف "2/ 449" ترجمة عبيدة برقم "5375". [5] الذي في سيرة ابن هشام "1/ 644" ما يلي: "قال ابن إسحاق: حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء قتل النضر بن الحارث، ثم خرج حتى إذا كان بعرق الظبية قتل عقبة بن أبي معيط. قال ابن هشام: عرق الظنية عن غير ابن إسحاق" ا. هـ باختصار.
ولا يمكن قبول هذا السبب لأن الآية تدل على أنها نزلت في كفار أحياء لا أموات!
اسم الکتاب : العجاب في بيان الأسباب المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 230