responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية المؤلف : علي علي صبح    الجزء : 1  صفحة : 96
يخفى على المؤمن، فيستعين عليه بالذكاء والفطنة، كما قال الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم: "المؤمن كيس فطن"، ليتعرف على زيفه فيقرعه الحجة بالحجة، ويأخذ بيديه إلى الحق من أقرب طريق، وبأقوى دليل.
ومن أبز صفاتهم التي يعرفون بها فوق ما سبق، كثرة الجدل، والتمادي فيه، وتشعب الحديث، وقتل القول من أي اتجاه يعينه على الإفلات من الحق، لكي يذهب بالمستمع إلى غياهب يتيه فيها، حيث يظهر له الحق ملفقًا بالباطل، ثم كثرة الحلف والقسم بالله، أو بشرفه ولا شرف عنده، أو بمن يعتزُّ بهم في الظاهر، أو بمن يعتز به المستمع له، قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} ، ثم يظهر نفسه في صورة السخي الجواد، فالدنيا تحت قديمه، يصرفها كيف شاء، وهكذا مما يدخل تحت العلامة المميزة له، التي وصمه الله بها وهي "لحن القول" فقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} إلى قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ، وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ، وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد: 26- 31] .
مثل هؤلاء يشيعون الفوضى بين الناس، ويشعلون نار الحقد والعداوة، ويغرسون البغضاء في المجتمع، لكي يتحلَّل من أخلاقه الفاضلة، ويتردَّى في مهاوي الفساد، أسوأ المصائر، "والله لا يحب الفساد"، أما الصدق والإخلاص، فهما توأم يشيع المحبة والمودة،

اسم الکتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية المؤلف : علي علي صبح    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست