responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية المؤلف : علي علي صبح    الجزء : 1  صفحة : 95
الاقتصادية الحديثة المتناقضة، وانجرف في ظل العقائد الضالة، وانخدع بالمدنيات الزائفة، والحضارة الملفقة، وأصبح ينوء إلى الأرض بأثقال المادة، وخبث الجسم بعد أن تكدَّر صفو الروح، وتعكَّر نقاء النفس، وأظلم القلب، وتلوثت الأنفاس بسموم التنافس الموزور، وفي وسط هذا المجتمع المنهار، لمع بريق هذا النموذج البشري، وتسلطت عليه الأضواء زيادة في التعمية، فيتصدَّى للكتابة باسم الإصلاح والتقويم، ويتصدر المجالس والاجتماعات، يدير الحوار الخادع، ليحتلَّ موقعًا في القلب، لاينبغي من كتابته إلا إرضاء لشهوته الضالة، ولا من زعامته إلا علوّ الصيت الزائف، لكي يصل إلى قلوب الناس من أقرب طريق، وفي أسرع وقت، وهؤلاء صوَّرهم الله -سبحانه وتعالى- في أقبح صورة، ليفضح أمرهم، وتبور تجارتهم، فقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ، وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ، اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ، مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ} [البقرة: 11-18] .
شخصت الآيات صفات المنافق الخطيرة، وحددت معالمه، لكي لا

اسم الکتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية المؤلف : علي علي صبح    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست