responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية المؤلف : علي علي صبح    الجزء : 1  صفحة : 90
هنا وهناك ليبحث عن النار حتى أعطته ضوءًا خافتًا أضاء ما حوله فقط، بينما يختلف الإيقاع بعد ذلك، فيكون سريعًا، يتناسب مع انخطاف البرق والنور وذهابه بسرعة في قوله تعالى: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِم} ، و {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ} إنه النسق الصوتي المعجز للقرآن الكريم.
وانظر إلى الألوان والأضواء للنور والنار، والبرق، والضوء، والظلمات، والعمى والإبصار، والصم والبكم.
وترى القتام الشديد في الصيب والظلمات والرعد، والموت، والصواعق وما بعد البرق.
وترى حجم المطر كبيرًا، فهو صيب من السماء، والظلمات متراكبة بعضها فوق بعض، والصواعق تسدّ الأفق وضآلة الضوء مع ضخامة الظلمات.
فعناصر التصوير القرآني حية انتزعت من الطبيعة والحياة بحركاتها وأصواتها وألوانها وأضوائها وظلالها وإيقاعاتها الصوتية المنسجمة مع المعاني والأهداف، في تصوير خلَّاق، وصور تنبض بالحياة والحرارة والصدق والقوة والإبداع، إنه القرآن الكريم، وإنه يعلو ولا يعلى عليه.
ولست مع الزمخشري:
يقول جار الله الزمخشري معقبًا على التصوير القرآني في التمثيلين السابقين: "فإن قلت أي التمثيلين أبلغ؟ قلت الثاني، لأنه أدلّ على فرط الحيرة، وشدة الأمر وفظاعته؛ ولذلك اُخِّر وهم يتدرجون في نحور هذا من الأهون إلى الأغلظ".

اسم الکتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية المؤلف : علي علي صبح    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست