responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 226
المنطق الوجداني:
واجه الإسلام ما تواجهه كل دعوة من الإنكار، وجادل عن دعوته من تصدوا لجدالها. ولما كان القرآن هو كتاب هذه الدعوة، فقد تضمن الكثير من الجدل. فكيف تراه قد جادلهم؟ أي الوسائل سلك، وأي الأدلة اختار؟
قبل أن نجيب عن هذه الأسئلة يجب أن ننظر في المهمة الأولى التي جاء لها القرآن.
لقد جاء القرآن لينشئ عقيدة ضخمة -عقيدة التوحيد- بين قوم يشركون بالله آلهة أخرى، ويكون من العجب العاجب عندهم أن يقول لهم قائل: إن الله واحد:
{أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ، وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ، مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ} !
ولقد ننظر نحن اليوم إلى هذه القضية نظرة أخرى؛ ولقد نضحك من هذه الطفولة البادية في هذه المقالة، ولكن لا مفر من أن ننظر إلى المسألة على وضعها يومذاك، حيث كان التوحيد يتلقى بكل هذا العجب في ذلك الزمان.
ولم يكن كل من واجههم القرآن بدعوته من هؤلاء العرب السذج المشركين بالله. لقد كان هناك أهل الكتاب. وهؤلاء كانوا يكرهون

اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست